شباب مصر والإخوان.. صدام أم تعايش؟

Egyptian protesters walk away after army troops fired tear gas to disperse an anti-military demonstration outside the defense ministry in Cairo's Abbassiya district on May 4, 2012. Heavy gunfire could be heard as clashes between troops and anti-military protesters spread around the ministry building and street battles raged in side roads. AFP
undefined

دائماً ما كانت علاقة الشباب غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين متذبذبة مع الجماعة والحزب السياسي المنبثق عنها (حزب الحرية والعدالة). ولكن كيف ستكون هذه العلاقة مع تولي الحزب وزارتي الشباب والتعليم العالي في الحكومة الجديدة؟

ومنذ انفضت زمالة ميدان التحرير بتنحي مبارك، شابت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الشباب الثوري بشتى اتجاهاته توتراً كبيراً استمر على مدار أكثر من عام.

وظهر هذا التوتر في حوادث متكررة كحادثة شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، وغيرهما من الاشتباكات بين الشباب الثوري والمجلس العسكري، والتي وقف فيها حزب الحرية والعدالة موقف المتفرج، مما أثار سخط الشباب متهمين الحزب والجماعة بإعلاء مصالحهم على مصلحة البلاد. كما اتهموهم بإبرام صفقة مع العسكر تعطيهم مقاعد بمجلس الشعب مقابل صمتهم.

وحين استحوذ الحزب على أغلبية مقاعد المجلس ونزل الشباب للتظاهر أمامه كانت المواجهة بين شباب الإخوان الذين وقفوا بمواجهة المتظاهرين ليكتبوا فصلاً جديداً في قصة الخصومة وزيادة التوترات.

ومع تشكيل حكومة هشام قنديل وإسناد حقيبتي الشباب والتعليم العالي لوزيرين من حزب الحرية والعدالة تُكتب سطور جديدة في تلك العلاقة، فهل تستمر على توترها أم تأخذ أشكالا مختلفة؟

يوسف صبري: قد تكون هناك محاولات من قبل وزيري الشباب والتعليم لاستقطاب الشباب لحزب الحرية والعدالة عن طريق نشاطات ومشاريع  وتسهيلات بالدراسة والامتحانات 

تصدير الأفكار
وعن هذا يقول يوسف صبري إن الجماعة تعيد تجربة حزب الوطني الديمقراطي (الحاكم سابقا) والصدام حتمي لأنه "لن تفلح أي محاولة لتغيير شكل العلاقة بين الإخوان والشباب" معربا عن اعتقاده أن الشباب لديهم استعداد للتعاون مع وزراء الحكومة الجديدة الذين ينتمون للجماعة إذا ما ثبتت "حسن نيتهم واهتمامهم بمصالح مصر".

ويرى الشاب الليبرالي أنه قد تكون هناك محاولات من قبل الوزيرين لاستقطاب الشباب إلى حزب الحرية والعدالة عن طريق نشاطات ومشاريع شبابية، إضافة إلى تسهيلات في الدراسة والامتحانات. غير أن صبري استبعد أن يحاول الوزيران الجديدان تصدير أفكار الجماعة "لأن حدوث ذلك لن يكون مقبولاً وسيثير الشباب أكثر ضدهم".

أما الشاب الاشتراكي طاهر عبد الغني فيرى أن هناك صدامات حتمية، ويضيف أن هؤلاء الوزراء قادمون لتنفيذ خطة محددة الملامح لن يحيدوا عنها وليس للشباب مكان خارج تلك الخطة.

ولا يرى عبد الغني دورا فاعلا لوزارة الشباب سوى أنها قد توفر فرص عمل للشباب تُعطى من خلالها ميزات للمنتمين إلى الجماعة. لكن وزارة التعليم العالي ستكون أكثر تأثيراً على العلاقة بين الجماعة والحزب والشباب وفق رأيه. ويتوقع عبد الغني إعطاء ميزات لجماعات الإخوان داخل الجامعات مع بدء زحف شخصيات إخوانية للسيطرة على مراكز الإدارات الجامعية.

ولم يخف عبد الغني أيضاً تخوفه من تغيرات قد تطرأ في مناهج بعض الكليات الأدبية لتحسين صورة الإخوان، مضيفا أن تجربة الحزب الوطني في طريقها للعودة بشكل جديد على يد الإخوان وحزبهم، وسيسيطرون على كل شيء وسيفرضون نظامهم ولن يعيروا اعتبارا لأحد.

عمرو مجدي: الإخوان لديهم شعبية كبيرة وليسوا بحاجة لوزير يصدر أفكارهم لاسيما في الجامعات حيث قاعدتهم واسعة

شعبية كبيرة
في المقابل يؤكد عمرو مجدي، المهندس صاحب التوجه الإسلامي، أن الإخوان لديهم شعبية كبيرة وليسوا بحاجة لوزير يصدر أفكارهم، لاسيما في الجامعات حيث قاعدتهم واسعة.

ولا يتوقع مجدي أي صدام بين الوزراء والشباب على الأقل بالمرحلة الأولى، وعلى العكس يتوقع أن يسعى وزراء حزب الحرية والعدالة لترضية الشباب وكسبهم في صفهم عبر تسهيل المناهج، أو تحقيق بعض المطالب الشبابية مثل تحسين مستوى الخدمات التعليمية وتفعيل دور وزارة الشباب من خلال بعض المشروعات.

ولم يختلف رأي محمد سماحة الشاب -الذي لا ينتمي لتيار سياسي محدد- عن رأي مجدي في أن لجماعة الإخوان أرضيتها داخل الجامعات. وأضاف أن وجود وزير إخواني للتعليم العالي لن يحدث فرقا بالنسبة للجامعات، فمنذ زمن والإخوان يقدمون خدمات للطلبة ولهم شعبيتهم. ولا يتوقع سماحة صداماً قريباً بين الشباب والوزراء الجدد، ولا أن يسعى الوزراء لتصدير فكر حزبهم وجماعتهم.

ويختم سماحة حديثه بأن الإخوان يعلمون جيداً أن معظم الفئات الشبابية تختلف معهم كثيراً، بل ومن هذه الفئات من تقف ضدهم تماماً، لذلك لم يتوقع قريبا بحدوث صدامات أو تمييز للإخوان على حساب الشباب من التيارات الأخرى حتى ولو كان الوزراء الأكثر احتكاكا بهم ينتمون للجماعة.

المصدر : دويتشه فيله