السيول تهدد الآلاف بالسودان

السيول تهدد الآلاف بالسودان
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

في وقت بدت فيه العاصمة السودانية الخرطوم أحوج إلى معالجة مشكلات فيضان النيل، اتجهت مناطق وولايات سودانية أخرى إلى إطلاق إنذاراتها خوفا من مشكلات قد تحدثها السيول والأمطار التي اجتاحتها مؤخرا.
 
ويبدو أن خسائر تلك المناطق التي لا تزال صامدة، ستتوالى رغم ما يبذل من جهد لم يرتق إلى مستوى الحدث، بحسب متابعين.
 
وظل سيناريو السيول والأمطار يتكرر كل عام دون التوصل إلى معالجات حقيقية تمنع وقوع الكارثة، فعلى الرغم من نشر وحدات من الدفاع المدني بعدد من المناطق لإخضاعها للرقابة المشددة لمتابعة منسوب النيل الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا، فإن استعداد مؤسسات الدولة لم يكن كافيا لوضع حد للمشكلة.
 
ويعتقد مواطنون أن نتائج سيئة قد تنتج عن هطول الأمطار في مواقع كثيرة "أصبحت مصبات للنيل". وتحذر الحكومة بدورها من إمكانية حدوث فيضانات غير متوقعة أو هطول أمطار جديدة تزيد من معدل تدفق المياه.
 
مساهمة الشعب
ويقول عضو غرفة الطوارئ بمنطقة جبل الأولياء جنوب الخرطوم محمد عباس إن أجهزة فنية ظلت ترابط على مدار اليوم لمتابعة الموقف واتخاذ التدابير اللازمة، ودعا قطاعات الشعب المختلفة إلى المساهمة في معالجة الوضع.
 
ويرى أن المصارف الحالية غير مهيأة لمواجهة السيول والفيضانات، مما يعرضها للانهيار عند هطول أمطار غزيرة، وأوضح أن بعض المناطق العشوائية تعرقل تقديم الخدمات وفتح المصارف بالصورة المثالية.

السيول تظل الخطر الأكبر الذي يهدد السودانيين(الجزيرة نت)
السيول تظل الخطر الأكبر الذي يهدد السودانيين(الجزيرة نت)

وأكد مدير التوجيه والخدمات بالدفاع المدني العقيد محمدين أبو القاسم أن منسوب مياه النيل لعام 2012 تجاوز ما تم تسجيله سنة 1988 التي عرفت فيضانات مدمرة، غير أن فيضانات 1988 جاءت مصحوبة بأمطار كثيقة وتيارات هوائية مما خلف أضرارا شديدة.

وأوضح للجزيرة نت أن السيول تمثل الخطر الأكبر لأنها ظلت تخلف أضرارا بالغة بمناطق واسعة في شرق البلاد كولايتي القضارف وكسلا. واعتبر أن السدود والأحباس لا تقلل من كميات الفيضان بل تساعد فقط في التحكم فيه وضبطه.

وأشار إلى عدم كفاءة قنوات التصريف في ولاية الخرطوم، التي عجزت طاقتها عن استيعاب التوسع الكبير للولاية، وذلك لأنها صممت لمدينة صغيرة وليست لمدينة بحجم ولاية الخرطوم اليوم.

فيضان 2012
وبحسب تقرير رسمي تلقت الجزيرة نت نسخة منه فإن فيضان 2012 خلف 36 قتيلا، و41 مصابا.

وتضررت نحو 2271 أسرة ودمر أكثر من 6016 منزلا تدميرا كاملا، ولحقت بنحو 11 ألف منزل أضرار جزئية.

ويشير التقرير إلى تدمير أكثر من 859 مرفقا حكوميا ونفوق أكثر من 35 ألف رأس من الماشية، وأكد تضرر أكثر من ألفي أسرة بولاية جنوب دارفور وأكثر من ألف أسرة بولاية كسلا في شرق البلاد.

المصدر : الجزيرة