هامبورغ تقنن علاقتها بمسلميها

اتفاقية الدولة تمنح مسلمي هامبورغ حقوقا دينية مساوية لما يتمتع به المسيحيين واليهود . الجزيرة نت - هامبورغ .. أول ولاية ألمانية تقنن علاقتها بمسلميها - خالد شمت- برلين
undefined

خالد شمت-برلين

رحبت منظمات إسلامية وكنائس مسيحية والحزب المسيحي الديمقراطي المعارض في ولاية هامبورغ الألمانية بإقرار حكومة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكمة بالولاية اتفاقية دولة تعترف رسميا بالدين الإسلامي وتمنح المسلمين وضع الجماعة الدينية المتساوية قانونيا في الحقوق مع غيرها من الطوائف الدينية المعترف بها مثل المسيحيين واليهود.

وجرى التصديق الرسمي على الاتفاقية المنظمة لعلاقة الحقوق والواجبات المتبادلة بين مسلمي هامبورغ وسلطاتها، في احتفال أقيم الثلاثاء بمقر حكومة الولاية.

وتعد هامبورغ أكبر مدينة وميناء في ألمانيا وتنفرد مع برلين وبريمن بالجمع بين وضعي المدينة والولاية، ويبلغ عدد سكانها نحو 1.7 مليون نسمة أكثرهم من البروتستانت، وتقدر الإحصائيات الرسمية عدد المسلمين في هذه المدينة الساحلية بأكثر من 130 ألف نسمة يشكلون قرابة 5% من السكان.

الموقعون والمضمون
ومن المتوقع دخول اتفاقية الدولة بين السلطات والمسلمين في هامبورغ حيز التطبيق الفعلي، عقب التصويت عليها الخريف القادم في برلمان الولاية، حيث يمتلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم أغلبية مطلقة.

وجرى التوصل إلى هذه الاتفاقية بعد مفاوضات بين طرفيها استغرقت خمس سنوات، ووقع عليها أولاف شولتس رئيس حكومة هامبورغ ورؤساء ثلاث منظمات تمثل نحو 90% من المسلمين هي منظمة الشؤون الدينية التركية (ديتيب) ومجلس الجمعيات الإسلامية (شورى) واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية.

وتماثل اتفاقية الدولة اتفاقيات سابقة أبرمتها ولاية هامبورغ قبل سنوات طويلة مع الكنائس المسيحية والجالية اليهودية، الذين حصلوا بمقتضى تلك الاتفاقيات على اعتراف بهم كممثل رسمي لطوائفهم الدينية أمام السلطات الحكومية.

ألتوغ: الاتفاقية اعترفت  بحقوق المسلمين كغيرهم من الطوائف الدينية (الجزيرة نت)
ألتوغ: الاتفاقية اعترفت  بحقوق المسلمين كغيرهم من الطوائف الدينية (الجزيرة نت)

وتحدد الاتفاقية الجديدة قواعد منظمة لممارسة الأقلية المسلمة في هامبورغ شعائرها الدينية، وتقنن السماح للمسلمين ببناء المساجد وفق ما يناسبهم من طراز معماري داخل المدينة وضواحيها وليس في أطرافها، وأقرت بحق مسلمي الولاية في تأسيس رياض الأطفال الإسلامية وإقامة مدافن خاصة بهم يتم الدفن فيها بالكفن وليس بالتابوت.

وتسمح الاتفاقية بتدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس الرسمية، ويحصل هؤلاء التلاميذ على عطلة رسمية في عيدي الفطر والأضحى، ومنح العمال المسلمين إجازة مماثلة مدفوعة الأجر بنفس العيدين.

وتلزم الاتفاقية الطرفين الموقعين عليها باحترام مبادئ التسامح الديني والتعايش السلمي والقبول بالتعددية الدينية والمساواة بين الرجل والمرأة ورفض التمييز.

وأوكلت لمجموعة عمل متخصصة من ممثلي المسلمين والسلطات المعنية، مهمة الاتفاق على مشروع محدد لتدريس الدين الإسلامي كمقرر في المدارس الحكومية، وفي المقابل تجنبت الاتفاقية التطرق لمشكلة حظر عمل المسلمات بالحجاب في المدارس أو في الدوائر العامة، غير أن رئيس وزراء هامبورغ أولاف شولتس -في كلمته بحفل التوقيع على الاتفاقية- ترك المجال مفتوحا أمام إمكانية إيجاد حل توافقي لهذه المشكلة مستقبلا.

حدث تاريخي
واعتبر شولتس -وهو قيادي بارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي ويتمتع بشعبية كبيرة في عموم ألمانيا- أن النجاح في التوصل إلى الاتفاقية يعطي إشارة بإتجاه تعزيز التعاون المجتمعي بشكل فاعل في هامبورغ، وقال إن ما تضمنته الاتفاقية "يمثل محصلة لأشياء طبيعية كان يتوجب حدوثها قبل فترة، غير أن الأشياء الطبيعية تحتاج أحيانا لوقت طويل لإنجازها".

ومن جانبه وصف رئيس منظمة ديتيب زكريا ألتوغ الاتفاقية الجديدة بالحدث التاريخي، وعبر عن تفاؤله بالتوقيع عليها في يوم احتفال المسلمين بليلة القدر.

وأشار ألتوغ في تصريح للجزيرة نت إلى أن اتفاقية الدولة اعترفت للمرة الأولى في تاريخ ألمانيا الحديثة بالمسلمين كفئة مجتمعية متساوية في الحقوق الدينية مع غيرها من الطوائف الدينية المعترف بها في الولاية.

المصدر : الجزيرة