الثروة السمكية بالعراق مهددة بالانقراض

r_Dead fish are seen on a basket of a fish farm off a coast of Menidi village in the Amvrakikos Gulf, some 350Km northeast of Athens February 28, 2008. Local marine biologist Vangelis
undefined

علاء يوسف-بغداد

حذر خبراء في الموارد المائية ومراكز بحوث عراقية من تهديدات للثروة السمكية بالانقراض، واتهموا جهات مجهولة بالوقوف وراء تلوث مياه البحيرات والأهوار بمادة "الكلوريدين" السمية التي تعمل على سحب الأوكسجين المذاب من الماء، فيما ينفي مسؤولون حكوميون هذه الاتهامات.

وتواجه الثروة السمكية في العراق كارثة بيئية تنذر بانقراضها جراء تلوث في مياه بحيرة الحبانية وبعض الأهوار في جنوبي العراق.

وكانت دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط التابعة لوزارة البيئة قد أعلنت الأسبوع الماضي عن نفوق أعداد كبيرة من الأسماك في بحيرة الحبانية بسبب ارتفاع نسبة البكتريا، مما أدى إلى انخفاض في نسبة الأوكسجين المذاب.

‪حميد: التحاليل أظهرت ارتفاعا في نسب الكبريتات وانخفاض نسبة الأوكسجين‬  (الجزيرة)
‪حميد: التحاليل أظهرت ارتفاعا في نسب الكبريتات وانخفاض نسبة الأوكسجين‬ (الجزيرة)

ارتفاع البكتريا
من جانبه قال مصطفى حميد -معاون مدير عام دائرة الإعلام في وزارة البيئة- للجزيرة نت إن شكوى وردت إلى قسم شؤون المواطنين في الوزارة بخصوص نفوق أعداد هائلة من الأسماك في بحيرة الحبانية، واستجابة لهذه الشكوى تم تشكيل فريق عمل من دائرة الوسط ومديرية بيئة الأنبار وقام بزيارة ميدانية للبحيرة وأخذ عينات من المياه ثم إجراء التحاليل الكيمياوية عليها في المختبر البيئي المركزي.

وأضاف حميد أن التحاليل أظهرت ارتفاعا في نسب الكبريتات مما أدى إلى انخفاض في نسبة الأوكسجين المذاب، ثم إلى نفوق الأسماك.

وأشار إلى أن وزارة العلوم والتكنولوجيا أكدت هذه النتيجة حيث بينت وجود مادة الكبريت الحلقي بالإضافة إلى ظهور المواد الأساسية كالبنزين وأثيل البنزين وثولين وزايلين وهي مواد أولية لا تختلط مع الماء وتساهم في تلويثه بنسب كبيرة.

ونفى حميد أن يكون وجود هذه المواد بفعل فاعل، مشيراً إلى أنه تم العثور في قاع البحيرة على بعض المواد جراء الحروب السابقة ووضع البيئة العراقية.

ويؤكد حميد أن المتابعة مستمرة من قبل مديرية بيئة الأنبار، وأن البقع الصفراء بدأت بالتلاشي وتم تصريف مياه البحيرة عن طريق ناظم سن الذبان وانخفاض منسوب مياه البحيرة بنسبة متر واحد.

وأشار حميد إلى أن الوزارة اقترحت أن تتم مراقبة نوعية المياه في البحيرات والأهوار الموجودة في العراق من خلال تبني مشروع تحسس نائي وذلك عن طريق نصب محطات التحسس النائية العائمة لقياس نوعية المياه في موقع البحيرات والأهوار في العراق.

‪رشيد أرجع التلوث إلى مخلفات الحروب وسقوط حاويات في البحيرات‬ (الجزيرة)
‪رشيد أرجع التلوث إلى مخلفات الحروب وسقوط حاويات في البحيرات‬ (الجزيرة)

تحذيرات
وكان مدير دائرة العلاقات والإعلام في جامعة الأنبار رفعت مطر قد قال في حديث صحفي سابق إن مركز الدراسات في الجامعة سبق أن حذر من حدوث تلوث في مياه البحيرة، وأرجع أسباب حدوث هذه الكارثة إلى استخدام مادة سمية تدعى الكلوريدين تعمل على سحب الأوكسجين المذاب من الماء.

من جهته يعزو طلال أحمد رشيد -معاون مدير عام الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية في وزارة الزراعة- التلوث الحاصل في بحيرة الحبانية وفي مناطق الأهوار الجنوبية وبالتحديد في بحيرة الدلمة إلى تأثيرات نتيجة مخلفات الحروب والبقايا في البحيرة وسقوط بعض الحاويات فيها.

ويؤكد رشيد أن هذه المواد جديدة ولم تكن موجودة سابقاً في الحبانية، أما في الدلمة فيرجع الأمر إلى سياسة وزارة الموارد المائية بتحويل المياه بين محافظتي الديوانية وواسط، مما أدى إلى انخفاض مستوى الماء في أهوار الدلمة، ومع خفض المياه وارتفاع درجات الحرارة حصل نفوق كبير في الأسماك الموجودة في هذه البحيرة.

ويشير رشيد إلى أن هناك خسائر كبيرة بالثروة السمكية حدثت في الحبانية.

‪الصكب اتهم منظمات إرهابية  بتلويث المياه‬ (الجزيرة)
‪الصكب اتهم منظمات إرهابية  بتلويث المياه‬ (الجزيرة)

عملية مقصودة
من جهته يتهم خبير الموارد المائية عباس الصكب منظمات وصفها بالإرهابية دون أن يذكرها بتلويث المياه.

وقال للجزيرة نت إن الثروة السمكية في العراق في طريقها إلى الانقراض والانتهاء، وأشار إلى عدة أسباب لذلك، منها أن المياه غير صالحة للاستهلاك البيئي وليس فقط الحيواني، والتلوث الذي حصل فيه موضوع مدروس ومحسوب وبفعل فاعل.

ويؤكد أن هذه الظاهرة لها تأثيرات اجتماعية واقتصادية على العراق، واتهم الدولة بالتقصير في عدم متابعة نوعية المياه أو المياه المعادة ومياه الصرف الصحي التي تصب في هذه البحيرات، مشيرا إلى أنه مسموح بنسبة تلوث 80 ملغرام في اللتر المائي، أما النسبة الموجودة في مياه العراق فتصل إلى 1900 ملغرام للتر المائي وهي عالية جداً.

المصدر : الجزيرة