حزب الوطن الليبي

تأسيس حزب الوطن في طرابلس
undefined
رغم كونه تحت التأسيس، تمكن حزب الوطن الليبي من لفت الانتباه إليه من بين مئات الأحزاب السياسية التي تشكلت بعد نجاح الثورة الليبية وسقوط نظام القذافي, وإعلان التحرير بعد نحو 42 عاما قضاها الليبيون تحت حكم العقيد القذافي.

وينتمي الحزب -وفقا للتوصيف الإعلامي السائد- إلى مجموعة الأحزاب الإسلامية الليبية التي تضم حزبين آخرين على الأقل يحملان نفس الصفة، ولكن قادة الحزب مع ذلك يرفضون وصفه بالحزب الإسلامي، ويصرون على أنه حزب مدني وطني ذو مرجعية إسلامية، وهو نفس التوصيف الذي باتت أغلب الأحزاب الإسلامية في العالم العربي تقدم نفسها به.

ويضم الحزب طائفة متنوعة من النشطاء السياسيين بينهم أعضاء سابقون في الجماعة الليبية المقاتلة، وإخوان مسلمون، وآخرون غير معروفين بانتماءات سياسية أو فكرية سابقة، وتلك "ميزة تجعل حزبهم وطنيا بامتياز" وفق تعبير قادة الحزب.

وتنص وثائق الحزب على أنه إلى مرجعيته الإسلامية، يؤمن بالشراكة الكاملة، وتنطلق كل مبادئه وقيمه وبرامجه من الإيمان بحرية الرأي والتعبير والاختيار والنشاط، وبسط العدل الذي يحمي الحرية ويحقق المساواة.

كما تنص على أن من أهدافه تحقيق تنمية مستدامة في كل المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.

قيادة سياسية

ويقول قادة الحزب إن حزبهم ما زال تحت التأسيس ولم ينتخب رئيسا له أو قيادة سياسية ثابتة، إلا أن من بين أهم قادته الحاليين رئيس المجلس العسكري السابق لطرابلس عبد الحكيم بلحاج الذي برز بشكل لافت خلال معركة تحرير طرابلس وما أعقبها من أحداث وتداعيات.

ويعتبر بلحاج أحد قادة الثوار البارزين، وهو زعيم سابق للجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، اعتقلته المخابرات الأميركية في ماليزيا وسلمته لنظام القذافي الذي أودعه في سجن بوسليم لمدة تقارب سبعة أعوام، قبل أن يفرج عنه ضمن ما عرف بالمراجعات الفكرية لعناصر الجماعة الليبية في سجون القذافي التي تمت بإشراف ورعاية من العلامة الليبي الشيخ علي الصلابي.

وساهم بلحاج بفعالية في الثورة التي أطاحت بالقذافي، وكان من أبرز قادة معركة طرابلس التي قضت بشكل شبه كامل على نظام القذافي، وتولى منذ ذلك التاريخ رئاسة المجلس العسكري للمدينة قبل أن يستقيل منه قبل نحو شهرين ويعلن تأسيس حزب الوطن رفقة آخرين.

ويشارك الحزب في انتخابات المؤتمر الوطني الحالية بـ17 قائمة انتخابية تضم 57 مرشحا، نصفهم تقريبا من النساء.

ويقول قادة الحزب إنه استطاع تحقيق انتشار واسع في الساحة الليبية رغم حداثة نشأته، حيث تمكن من فتح نحو ثلاثين مكتبا تتوزع في أنحاء ليبيا المختلفة.

المصدر : الجزيرة