مظاهرات دعما للانتخابات ببنغازي

FW: نعم للانتخابات في برقة
undefined

خالد المهير-بنغازي

دعمت هتافات وشعارات آلاف المتظاهرين بمدينة بنغازي إجراء الانتخابات في موعدها المحدد في السابع من الشهر الجاري، وقد اعتبرت أكبر رد على اقتحام نحو 300 رافض لتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني مقر مفوضية الانتخابات بالمدينة أمس الأول، وتخريب محتوياتها، وهو ما يمنح فرصة كبيرة لنجاح أول استحقاق تاريخي في عهد ليبيا الحديث بمناطق الشرق.

ولم يتوقف الدعم عند الهتافات والتنديد بمحاولة تخريب الانتخابات، بل وزعت بالمظاهرة التي نظمت أمام فندق تيبستي -مقر إقامة الصحفيين والهيئات الدبلوماسية- دعايات المرشحين وقبعات مفوضية الانتخابات.

وتلقت الجزيرة نت عدة بيانات شديدة اللهجة صادرة عن تكتلات وقوى سياسية وإعلاميين وحقوقيين، تدعم الاستحقاق الدستوري.

وقال نشطاء إنهم ارتضوا الاحتكام للانتخابات وصندوق الاقتراع سبيلا حضاريا "لا تنازل عنه ولا تفريط فيه لنيل حقوقنا وإدارة الحياة العامة"، مؤكدين أن أي انتقاص من هذا الحق أو مصادرة له بوجه من الوجوه سوف يقابل بالرفض والمقاومة.

وأكد بيان الحقوقيين والسياسيين أنه "لا بديل أمامنا لإنجاز عبور آمن بليبيا صوب الحلم والأمل إلا بالانتخابات النزيهة والشفافة".

المتظاهرون دعوا للاحتكام لصناديق الاقتراع (الجزيرة)
المتظاهرون دعوا للاحتكام لصناديق الاقتراع (الجزيرة)

طوق نجاة
وبينما رفضت جماعة الإخوان المسلمين استخدام العنف في فرض الآراء وتحقيق المطالب قائلة إنه خطر كبير على الوحدة الوطنية سيقود البلاد لمزالق خطيرة، دعا تجمع "ليبيا الديمقراطية" الليبيين للتوجه نحو إتمام انتخابات المؤتمر الوطني من منطلق القناعة الراسخة بأن هذه الانتخابات "باتت تمثل لبلادنا وثورتنا طوق النجاة من المأزق الذي انتهينا إليه".

وقال رئيس التجمع يونس فنوش للجزيرة نت "بهذه اللحظة التاريخية تزداد قناعتنا بأننا وصلنا بمسيرة الثورة وبناء الدولة لطريق مسدود، نتيجة فشل المجلس الوطني والحكومة الانتقالية في اتخاذ التدابير اللازمة للعبور بالبلاد بسلام وأمان حتى نهاية المرحلة الانتقالية، وتزداد قناعتنا بأن ذلك نتيجة لازمة لأن المجلس كيان لا يتمتع بالشرعية الحقيقية".

واعتبر أن "المخرج الوحيد لنا من هذا المأزق التاريخي هو الانتخابات"، التي سوف توفر للبلاد مؤسسة شرعية، نابعة من إرادة أغلبية معتبرة من المواطنين، نحملها مسؤولية استكمال باقي مراحل الانتقال للدولة الديمقراطية من خلال اختيار جمعية تأسيسية تضع الدستور الدائم، ومن ثم انتخاب المؤسسات الشرعية الدائمة.

ورأى أن عدم إتمامها في موعدها المقرر سيكون كارثة على الجميع، سواء من يؤيد إجراءها أو من يعارضها، لأن نتيجته الوحيدة هي الانزلاق بالبلاد في هوة الفوضى العارمة وفي أتون حرب أهلية.

أنصار الفدرالية
بدوره وصف السياسي إبراهيم المقصبي الاعتداء على مفوضية بنغازي بالأمر الصعب وأنه ينم عن تصعيد خطير في طريقة تعبير أنصار الفدرالية عن مطالبهم، لكنه قال للجزيرة نت إن إجراء الانتخابات بموعدها أضحى ضرورة ملحة أكثر من كونه خيارا خاصة في ظل تآكل ما تبقى من شرعية للمجلس الوطني الانتقالي، مؤكدا أن فرص نجاح الانتخابات لا تزال قائمة بقوة.

وعزا هذا الرأي إلى أن من يعارضونها يمثلون قلة من سكان المناطق الشرقية، "فكما هو معلوم فإن عدد الناخبين بمدينة بنغازي يبلغ 300 ألف ناخب، أي نحو 70% من عدد من يحق لهم الانتخاب، وهى نسبة جيدة وفق المعايير الدولية، بالإضافة لوعي الغالبية بأن البديل لتعثر مشروع الانتخابات هو الفوضى التي لا يريدها أحد".

نجاح كبير
وراهن المتظاهرون بتصريحات للجزيرة نت على نجاح يوم الاقتراع، مؤكدين أنه يوم تاريخي وعيد من أجل دماء الشهداء.

فقد قال المرشح المستقل أحمد بالتمر إنه واثق من المشاركة الشعبية الكبيرة في الانتخابات، معبرا عن ثقته في الشعب "الذي يريد التغيير".

وتوقعت الناشطة السياسية إيمان بوقعيقيص نجاحا كبيرا للانتخابات بالشرق خصوصا وليبيا عموما، داعية الرافضين للاحتكام لصناديق الاقتراع "وليس إلى الغوغائية" على حد تعبيرها.

وتؤيد هذا التوجه المرشحة ضمن قائمة حزب جبهة التحرير فيروز النعاس التي توقعت ذهاب الناخبين للاقتراع تحت أي ظرف.

المصدر : الجزيرة