مخيم داداب بكينيا.. معاناة مستمرة

عمر حسن جمعالة لاجئ صومالي
undefined

مهدي حاشي – مخيم داداب

يعيش سكان مخيمات اللاجئين في داداب شمال شرق كينيا أوضاعا إنسانية صعبة رغم المبالغ الكبيرة التي تم الحديث عنها إبان الجفاف الذي ضرب القرن الأفريقي العام الماضي.

ويعتبر مخيم داداب الذي تأسس عام 1991 بعد سقوط الحكومة المركزية في الصومال، أكبر مخيم في العالم حيث يضم مئات الآلاف من اللاجئين غالبيتهم من الصوماليين، وفق تقديرات منظمات الإغاثة، ويتكون من ثلاثة مخيمات هي إيفو وحكرطير ودكحلي.

ووصل معظم اللاجئين على ثلاث مراحل رئيسية عقب اندلاع الحرب الأهلية بداية تسعينيات القرن الماضي، وإثر الاجتياح الإثيوبي عام 2006، والمرحلة الأخيرة كانت عام 2011 عندما ضرب الجفاف المناطق الجنوبية في الصومال.

‪أثناء إعداد الطعام للاجئين بالمخيم‬ (الجزيرة نت)
‪أثناء إعداد الطعام للاجئين بالمخيم‬ (الجزيرة نت)

أوضاع مأساوية
يقول حسن عمر جمعالة، وهو لاجئ صومالي قدم إلى المخيم قبل ثمانية أشهر، إنه يعيش وضعا صعبا بالمخيم حيث إن ما يقدم له من مساعدات لا يكاد يسد رمقه. ويضيف جمعالة وهو أب لسبعة أطفال، للجزيرة نت، أنه لم يجد ما كان يتوقع عندما نزح من الصومال إلى داداب.

ويعيش اللاجئ الصومالي في خيمة بمخيم إيفو والذي يضم العدد الأكبر من بين مخيمات داداب الثلاثة، ويصف الوجود بهذه الخيمة مع ارتفاع درجة الحرارة بأنه "أمر لا يطاق"، حيث البعوض والحشرات تنتشر. ويضيف إن كل ما وجده بالمخيم هو الأمن مقارنة ببلده بالإضافة إلى المياه الصالحة للشرب.

وتقول مسؤولة مخيم إيفو، اسنينة علي راجي إن اللاجئين يعيشون أوضاعا مأساوية على الصعيدين المعيشي والصحي إضافة إلى مسألة السكن. وتقسم اللاجئين إلى صنفين يشتركان في الكثير من أوجه المعاناة لكن أحدهم أوفر حظا من الآخر.

وتشرح للجزيرة نت قائلة "إن اللاجئين الجدد يعيشون وضعا مأساويا مقارنة بغيرهم من اللاجئين القدامى الذين نزحوا إلى المخيم خلال السنوات الماضية حيث استطاع اللاجئون القدامى التكيف مع الوضع، وبالتالي بناء بيوت بسيطة من الصفيح بمساعدة أهاليهم بالخارج، كما استطاع البعض الآخر ممارسة مهنة التجارة داخل المخيم الذي يضم مئات الآلاف من السكان".

أما اللاجئون الجدد فيعيشون في خيام مؤقتة لا تقيهم من حر الشمس، ولا توجد دورات مياه كافية، وما يقدم من الطعام عبر برنامج الغذاء العالمي لا يكفي.

غياب
ويجمع اللاجئون على الغياب شبه الكامل للوجود العربي والإسلامي في مأساة مخيم داداب. ويقول محمد عبد القادر إن الحضور العربي لا يُذكر عدا منظمة إحياء التراث الإسلامي الكويتية التي لها مركز يضم مستوصفا ومدرسة ومسجدا.

ويضيف عبد القادر الذي تعاون مع العديد من المنظمات الإسلامية التي زارت المخيم العام الماضي إن الوجود التركي هو الأبرز إسلاميا حيث يقدم مركز إسطنبول وجبات غذائية مرتين يوميا للاجئين في مخيم إيفو.

‪مدخل مركز إسطنبول لتوزيع الطعام‬ (الجزيرة نت)
‪مدخل مركز إسطنبول لتوزيع الطعام‬ (الجزيرة نت)

ووفرت المنظمات الدولية الراعية للمخيمات نقاط تزود بالمياه، كما أن هناك بعض الشركات الخاصة التي توفر الكهرباء ساعات محدودة لمن يستطيع الدفع من سكان المخيمات القديمة.

غير أن مسؤولة مخيم ايفو أشارت إلى وجود نقاط إيجابية بالمخيم مثل حُسن الاستضافة والمياه الصالحة للشرب والحرية التجارية حيث لا يتعرض اللاجئون لأي تمييز في بيئة حاضنة لهم خاصة وأن سكان منطقة المخيمات كينيون من أصول صومالية.

وأشار العديد من اللاجئين استطلعت الجزيرة نت آراءهم إلى أنهم يضطرون لبيع بعض المواد المقدمة لهم لشراء ما ينقصهم من المواد الأساسية، بينما تتركز المعاناة على النازحين الجدد الذين لا يتلقون دعما من أقارب لهم بالخارج.

وحول الوضع الصحي، يقول الطبيب محمد حالسيتة، وهو صاحب عيادة وصيدلية، إن الكثير من الأمراض تنتشر بالمخيم مثل الملاريا والإسهال والربو، كما يعاني الأطفال من سوء التغذية، إضافة إلى انتشار الأمراض النفسية بين اللاجئين بسبب الظروف الاقتصادية وعدم وجود آفاق للحل لقضيتهم التي طال أمدها.

وأضاف حالسيتة للجزيرة نت أن هناك العديد من المستوصفات إضافة إلى مستشفى عام، لكنه قال إن الكثير يلجأ إلى العيادات الخاصة حيث تكثر الشكاوى من الخدمات المقدمة.

ومن بين الفئات الأكثر معاناة بالمخيمات الأطفال الذين وصلوا سن الدراسة ولم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس لأسباب مختلفة. وتقول منظمة يونيسيف إن أكثر من 156.000 من الأطفال الذين وصلوا السن المدرسية يعيشون في مخيم داداب ثلثهم فقط يذهبون إلى المدارس.

المصدر : الجزيرة