مركز اتصالات ناسا في مدريد

لكوكب بلوتو.. الإنسان يكتشف الفضاء العميق
undefined
وسط الجبال المكسوة بالنبات الأخضر وقطعان الأبقار التي ترعى فيها، ترتفع ستة هوائيات بِيض ضخام يبلغ قطر أكبرها 70 مترا, إنه مركز الاتصالات مع الفضاء العميق بمدريد، المنشأة الوحيدة التابعة لوكالة أبحاث وعلوم الفضاء الأميركية (ناسا) في أوروبا كلها.

وفي هذا المكان القريب من بلدة روبليدو تشافيلا، على بعد 30 كلم من العاصمة الإسبانية، حصلت الإنسانية عام 1965 على أول صورة لكوكب المريخ، بعد إرسالها من سفينة مارينر4.

ومركز روبليدو دي تشافيلا هو أحد ثلاثة مراكز تتولى مسؤولية الاتصال ببعثات ناسا في الفضاء العميق الأبعد من القمر، مثل الإنسان الآلى "أوبورتيونيتي" التابع لبعثة "مارس روفرز" الذي يمسح سطح الكوكب الأحمر منذ 2003، و"فوياجيه" الذي وصل إلى كوكب بلوتو وتوجد مخططات الآن لإرساله إلى الغلاف الجوي الشمسي.

وتمثل المنشآت الموجودة في مدريد جزءا من شبكة الفضاء العميق، التي تتكون من مركزين بجانب "روبليدو تشافيلا" أحدهما في غولدستون بكاليفورنيا والآخر بالقرب من كانبيرا في أستراليا، وتفصل بين المراكز الثلاثة 120 درجة طولية أرضية.

وتقول المسؤولة عن زيارات المركز، كارولينا جوتييريز "في بداية الأمر كان من الصعب الوصول لشخص يجيد الإنجليزية ويفهم الاتصالات, حيث كان وقتها يتم توظيف أشخاص يعملون بحارة أو في سفن بها أجهزة تليغراف، لأنهم كانوا يتحدثون الإنجليزية بسبب طبيعة عملهم التي تجبرهم على السفر ويعرفون في نفس الوقت بعض الأشياء عن الاتصالات".

ويختلف الوضع حاليا كثيرا عن السابق حيث يعمل بالمركز مهندسو اتصالات ومعلومات وعلماء فيزياء وإحصاء، وتتولى شركة التسويق التابعة للمعهد القومي للتقنيات الفضائية الجوية التابع لوزارة الدفاع الإسبانية إدارة المركز الفضائي التابع لناسا.

ويضم المكان مركزا للتدريب والزيارات، وهو أحد الأماكن القليلة في العالم التي يمكن بها مشاهدة جزء حقيقي من الصخور القمرية، ويمكن للزوار التعرف على أعمال المركز والبعثات التي يتابعها وقت الزيارة، مع العلم بأنه يشهد يوميا رحلات مدرسية ليست من إسبانيا فقط، بل من خارجها، وخاصة من البرتغال.

كما أن أن الهوائي الأول الذي تم استخدامه في المركز أصبح الآن جزءا من برنامج "بارتنر" حول علوم الفضاء، الذي يسمح بتأهيل المدرسين الذين يسعون بعد ذلك لمراقبة نقاط معينة من الفضاء مع طلابهم عن طريق صفحة إلكترونية معينة، مما يعتبر عنصرا مهما في كيفية تحقيق الإبداع والابتكار من خلال العملية التعليمية.

المصدر : وكالة الأنباء الألمانية