دعوات في جوبا لوساطة قطرية

هجليج تتعرض لدمار أثناء سيطرة الجيش الشعبي عليها
undefined

مثيانق شريلو-جوبا

طرح مهتمون بالشأن السياسي والاقتصادي في جنوب السودان دعوات تهدف إلى أن تتحرك حكومة جوبا في اتجاه جذب اهتمام دولة قطر نحوها حتى تتمكن من الاستفادة منها في معالجة القضايا العالقة بينها وبين الخرطوم.

ودعت إلى توسيع مساحة اهتمامها الاقتصادي في الدولة الوليدة في ظل غياب استثمار عربي جاد في تلك المنطقة, ويبرر أصحاب تلك الدعوات ذلك بأنه يمكن الاستفادة من الدور الإقليمي والدولي لقطر لتخفيف حدة التوتر بين الخرطوم وجوبا لضمان استقرار الأوضاع في المنطقة, ومن جهة أخرى تسهيل تدفق الاستثمارات القطرية والتأسيس لتعامل إستراتيجي بين الدوحة وجوبا.

وكان وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق قد قال إنهم منفتحون من أجل خلق علاقات جديدة مع الدول العربية قائمة على تبادل الخبرات والمنافي في كافة المجالات, وفتح أبواب التبادل التجاري الاستثماري وإشراكها في عملية بناء وإعمار الدولة الوليدة.

وقال المحلل الاقتصادي في جنوب السودان ماركو بطرس للجزيرة نت إن خطوة افتتاح فرع لبنك قطر الوطني في جوبا تمهد الطريق لتطوير آفاق التبادل الاقتصادي بين البلدين, وأشار ماركو إلى أن جنوب السودان بوضعه الحالي بحاجة إلى جذب كافة أنواع الاستثمارات خصوصا أنها تفتقر حتى الآن لمصانع وشركات في التحويلات الصناعية والزراعية وغيرها, وأن استقطاب رؤوس أموال من الدوحة سينعش بكل تأكيد تنمية الدولة الأحدث في العالم.

‪أتيم سايمون: قطر مؤهلة للعب دور بين جوبا والخرطوم‬ أتيم سايمون: قطر مؤهلة للعب دور بين جوبا والخرطوم (الجزيرة نت)
‪أتيم سايمون: قطر مؤهلة للعب دور بين جوبا والخرطوم‬ أتيم سايمون: قطر مؤهلة للعب دور بين جوبا والخرطوم (الجزيرة نت)

مبادرات جادة
ويشير رئيس تحرير صحيفة المصير الناطقة بالعربية أتيم سايمون إلى أن قطر هي الدولة التي يمكنها أن تحدث اختراقات في علاقة جنوب السودان مع بقية الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط بحكم عدم ضلوعها المباشر في ملفات الصراع السوداني طوال فترات الحرب والخصومة.

ويقول سايمون للجزيرة نت إنه مثلما أن قطر بدأت تظهر في محيطها العربي دولة محورية في تسوية العديد من الصراعات, من خلال مبادرات جادة وملتزمة وغير منحازة, فإن ذلك يجعلها مؤهلة للعب دور حيوي بين أطراف النزاع في دولتي السودان, وبالأخص إذا سعت قطر إلى تمتين صلاتها الاقتصادية مع دولة جنوب السودان ككيان جديد وزاخر بالموارد الطبيعية والباطنة ويحتاج إلى شراكات اقتصادية ورؤوس أموال وتجارب.

ويقول حزب الحركة الشعبية-التغيير الديمقراطي المعارض الذي يتزعمه لام أكول على لسان زعيم المعارضة ببرلمان جنوب السودان أنيوتي أديقو إن حزبه يدعم أي خطوة من شأنها أن تنهي التوتر المستمر بين جوبا والخرطوم, مضيفا أن قطر أصبحت تلعب دورا محوريا في الشأن السياسي الدولي وبإمكانها التدخل لمعالجة الخلافات السياسية بين دولتي السودان. ويختم أنيوتي حديثه للجزيرة نت بالقول "ما نريده هو سلام دائم بين الدولتين".

وردا على تلك الدعوات يقول وزير الإعلام بجنوب السودان برنابا مريال إن حكومته تتمسك بقبول أي وساطة تتم بالتنسيق مع لجنة الوساطة الأفريقية التي يترأسها ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا الأسبق أو بموافقة الاتحاد الأفريقي.

ويضيف مريال في حديثه للجزيرة نت "نعرف أن لدولة قطر أدوارا على المستوى الإقليمي والدولي وإن كانت ثمة مبادرة منها فإننا لا نمانع في قبول أي تحركات من شأنها أن تساهم في جعل جوبا والخرطوم تعيشان جارتين مسالمتين وبدون توتر".

يشار إلى أن العلاقات بين السودان وجنوب السودان قد شهدت في الفترة الأخيرة توترا متصاعدا  بسبب المعارك التي اندلعت بين الجانبين عقب سيطرة جوبا على منطقة هجليج النفطية التي تمكنت الخرطوم من استعادتها بعد ذلك.

المصدر : الجزيرة