قمة بغداد.. تدن مثير لمستوى التمثيل

ترحيب بضيوف القمة
undefined
كريم حسين-بغداد
 
أثار تدني مستوى التمثيل في القمة العربية المقررة اليوم الخميس تساؤلات في الشارع العراقي حول دوافع إقدام بعض الدول العربية على هذه الخطوة، والرسائل التي تحملها تجاه بغداد.

وحسب مصدر رسمي وثيق الصلة بالحكومة العراقية، فإن عدد الزعماء العرب المشاركين في القمة لن يتجاوز عشرة، من بينهم قادة ليبيا وتونس وجزر القمر والصومال وموريتانيا، فيما تأكد غياب تام لزعماء الدول الخليجية في القمة باستثناء الكويت التي تفيد أنباء شبه مؤكدة بمشاركة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباحفي المؤتمر.

أما مصر والأردن ولبنان فلم يتأكد بعد حجم تمثيلها في القمة، في حين كلف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هاديوزير الخارجية أبو بكر القربي لحضور القمة بدلا منه.

وقد أعرب القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان عن خيبة أمله حيال ضعف مستوى التمثيل في القمة، وعزا ذلك إلى وجود ضغوط على بعض الدول العربية لعدم الحضور والخلافات الداخلية العراقية والوضع الأمني في البلد.

ورأى عثمان أن ضعف مستوى التمثيل سيؤثر سلبا على القمة، لأن بعض القرارات التي تتخذها بحاجة إلى موافقة حاسمة وسريعة من الدول المعنية، وهو أمر لا يبت فيه إلا الرؤساء.

لكن القيادي في ائتلاف دولة القانونعزت الشابندر رأى أن حضور الدول هو المقياس لنجاح القمة وليس مستوى التمثيل، مشيرا إلى أن التمثيل تحدده ظروف الدولة المعنية والوضع الأمني في العراق.

ولفت إلى أن قمما عربية سابقة التأمت بمشاركة معظم الزعماء العرب دون أن يحالفها النجاح أو تثمر قرارات هامة.

وشاطرت القيادية في التيار الصدري مها الدوري الشابندر موقفه، ورأت أن حجم التمثيل ليس مهما بقدر أهمية انعقاد القمة في بغداد ونجاحها، وشددت على أن هذا النجاح يحسب للعراق ولكل العراقيين وليس لأي جهة معنية. 

رسالة سلبية
لكن الكاتب والمحلل السياسي العراقي خالد السراي رأى أن حجم التمثيل يعكس اهتمام الدولة المعنية بالمؤتمر وضعفه يعطي رسالة سلبية لبغداد، مشيرا إلى أن العراقيين بعثوا برسالة واضحة بأنهم مستعدون لفتح صفحة جديدة مع الدول العربية والعودة إلى أحضان أمتهم العربية، وهم كسروا الحاجز الدبلوماسي لذلك.

خالد السراي اعتبر أن ضعف التمثيل يعطي رسالة سلبية لبغداد
خالد السراي اعتبر أن ضعف التمثيل يعطي رسالة سلبية لبغداد

وأشار إلى أن للعراق رؤيتين للقمة، الأولى هي رؤية عراقية تقبل حجم التمثيل مهما كان، وهي تعتبر أن القمة ناجحة بمجرد انعقادها، والرؤية الثانية أن يكون التمثيل واسعا لكي تكون القرارات حاسمة وسريعة.

وحجم التمثيل -حسب السراي- يؤثر على القرارات الصادرة من القمة، لافتا إلى أنه في حال مشاركة المنظومة الخليجية -وهي الأهم والأكثر نفوذا- في القمة يعني أن العراق مقبول في عالمه العربي، ولكن في حال غيابها يعني عكس ذلك، وهو أمر يبعث برسالة غير مطمئنة للعراق.

وتساءل عن سبب عدم تعاطي المنظومة الخليجية إيجابيا مع العراق، ورجح أن تكون هناك بعض الرسائل التي تريد بعض الدول في هذه المنظومة أن تبعثها له عبر خفض مستوى تمثيلها، وتريد الإجابة عليها.

ويتفق بعض المراقبين مع ما ذهب إليه السراي بأن ضعف التمثيل في القمة يعكس الريبة التي ما زالت تراود بعض الدول العربية ولا سيما الخليجية منها تجاه العراق، ووجود تحفظات على الموقف الرسمي العراقي تجاه بعض الملفات الإقليمية.

وفي هذا الإطار أعرب الكاتب السياسي عبد المنعم الأعسر عن استغرابه لتدني مستوى التمثيل الذي وصفه بأنه لافت للنظر، رغم أنه كان يتوقع أن يرمي الزعماء العرب بكامل ثقلهم للخروج بقرارات تناسب الوضع الخطير الذي تمر به المنطقة العربية.

عبد المنعم الأعسر: حجم التمثيل محبط لكل من يعول على نتائج جيدة 
عبد المنعم الأعسر: حجم التمثيل محبط لكل من يعول على نتائج جيدة 

ورأى الأعسر أن حجم التمثيل محبط لكل من يعول على خروج القمة بنتائج جيدة، لكن ما يهون الأمر أن جميع الدول العربية حاضرة للقمة.

ضرورة للعرب
ورغم هذا الإحباط يبقى انعقاد القمة ضرورة للدول العربية لأسباب شتى، فهي تمثل فرصة لزعماء دول الربيع العربي للقاء الزعماء العرب الآخرين.

كما أنها لا بد أن تعقد في بغداد لمنح الفرصة للدولة التي تليها لاستضافة القمة المقبلة، ثم إن الملف السوري بات في يد مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان، وبالتالي أزيل الحرج المتعلق بهذا الملف، حسب مدير المعهد العراقي للتنمية الديمقراطية غسان العطية.

وتوقع العطية ألا تثمر القمة عن أي قرارات هامة جديدة، بل مجرد دعم للمبادرات العربية السابقة ودعم مهمة أنان، ورأى أن المستفيد الوحيد من القمة هو الحكومة العراقية ورئيسها نوري المالكيلأن القمة تمثل اعترافا من النظام العربي الرسمي بهذه الحكومة وبالوضع الجديد في العراق.

ولفت إلى أن المالكي، من أجل تحقيق هذه المكاسب، قام ببعض المبادرات الهامة، من بينها اتخاذه ما أسماه موقفا متميزا من إيران والسعودية تجاه الملف السوري، وموافقته على مقررات الجامعة العربية الخاصة بهذا الملف، فضلا عن زيارته للكويت والتوقيع على اتفاقات هامة معها.

المصدر : الجزيرة