الثوار يستعدون لجسر الشغور بعد خربة الجوز

ثوار الخربة من كتائب احرار سوريا قابلتهم الجزيرة نت الثلاثاء
undefined

محمد النجار–خربة الجوز

حقق ثوار خربة الجوز الواقعة على الحدود التركية السورية بريف جسر الشغور التابع إداريا لمحافظة إدلب ما يصفونه بـ"الإنجاز الكبير" بعد أن "حرروا" الخربة ذات الموقع الإستراتيجي من قوات النظام السوري.

في الطريق إلى الخربة يضطر المرء لقطع مسافة تصل إلى ثمانية كيلومترات سيرا على الأقدام ذهابا ومثلها إيابا في الجبال الوعرة التي لا يشاهد فيها إلا الدمار الكبير الذي لحق بالغابات السورية والتركية جراء الحرائق التي شهدتها في الأشهر الماضية نتيجة القصف المتواصل فيها من قبل قوات النظام السوري التي أرادت من وراء ذلك منع الثوار من الاختباء بهذه الغابات.

موقع إستراتيجي
ويعد موقع الخربة إستراتيجيا للغاية كونه من أهم النقاط المطلة على الأراضي التركية، خاصة أن الأراضي السورية في المنطقة أعلى من مثيلتها التركية مما يعزز من أهميتها الإستراتيجية.

‪أحد متاريس الجيش النظامي في تل مطل على الخربة قبل سيطرة الثوار عليها‬ (الجزيرة)
‪أحد متاريس الجيش النظامي في تل مطل على الخربة قبل سيطرة الثوار عليها‬ (الجزيرة)

ورغم أنها حملت تاريخيا اسم "الخربة"، لم تعرف الخراب كما يقول سكانها إلا منذ تمركز قوات خاصة من الجيش السوري فيها منذ نحو عام ونصف وتهجير سكانها البالغ عددهم نحو 5000 نسمة ليفر معظمهم للأراضي التركية لاجئا في المخيمات هناك.

ويلاحظ ذلك بالعين المجردة، فالخربة تشتهر ببساتين الفاكهة المنتشرة فيها، خاصة التفاح الذي احترق على الشجر بعد مغادرة أهالي "الضيعة" وفق الاسم السوري للقرية.

في المعركة التي بدأت السبت الماضي نجحت كتائب "أحرار سوريا" المكونة من أهالي الخربة بالتعاون مع كتائب عاونتها من داخل وخارج القرية في السيطرة على مخزن للسلاح تابع للجيش النظامي كان يتركز بمزرعة للدواجن ليحصلوا على ذخائر كثيرة مكنتهم من مواصلة القتال حتى السيطرة على أعلى برج في المنطقة يقول الثوار إنه أنهكهم على مدار أكثر من عام لاستهدافه المتواصل لهم وللأهالي وقتل العشرات منهم.

صانع النصر
وقتل في العملية 12 من الثوار كما قالوا، ثمانية منهم أثناء محاولة اقتحام البرج، ويتردد على ألسنة الثوار اسم "الشهيد فادي دلول" باعتباره صانع النصر على ذلك البرج ومحرره.


يتردد على ألسنة الثوار اسم "الشهيد فادي دلول" باعتباره صانع النصر على أعلى برج في المنطقة ومحرره

استمرت طريق الثوار لتكمل السيطرة قرى الزعينية وبكساريا وعين البيضاء والحبوشة وناحية بداما المجاورة وصولا لأول جسر الشغور أحد المواقع المهمة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف إدلب والقريب من محافظة اللاذقية الذي يقولون إنه وجهتهم القادمة.

وتحدث نائب قائد كتيبة أحرار سوريا "محمد عبده صادق" للجزيرة نت من مزرعته التي قال إن الجيش النظامي كان يسيطر عليها ويتخذها مقرا له.

وعن المعركة تحدث "أبو عبده" عن أنها دارت بقيادة قائد الكتيبة عبد السلام دلول، وتمكن الثوار من السيطرة عليها وأسر 500 جندي موجودين في الخربة وهرب قائد القوات النظامية العقيد محمد جمعة الذي قال إن أحد جنوده قتله بقرية الزعينية المجاورة.

أبو عبده الذي اعتقل بسجن تدمر 12 عاما قال إن مشكلة أهالي الخربة مع النظام منذ أحداث العام 1980 عندما اعتقل أكثر من 50 من أبنائها في الأحداث التي دارت لتلك السنوات، حيث يقول أبو عبده إن هناك من لا يزال مفقودا منذ اعتقاله في ذلك الوقت، فيما عاد البعض بعد سنوات طويلة من الاعتقال بسجن تدمر.

ولا يتواجد في القرية الآن سوى القليل من الأهالي بسبب انقطاع الكهرباء والماء وعدم توفر الوقود.

في القرية يلاحظ كما في بقية المناطق التحاق الشبان الصغار بالثورة وحملهم للسلاح، ويقولون إن ممارسات النظام هي التي دفتعهم لذلك.

‪الشاب عارف قال إن الحرب فرضت عليه وإنه سيعود للزراعة بعد انتهاء الثورة‬ الشاب عارف قال إن الحرب فرضت عليه وإنه سيعود للزراعة بعد انتهاء الثورة (الجزيرة)
‪الشاب عارف قال إن الحرب فرضت عليه وإنه سيعود للزراعة بعد انتهاء الثورة‬ الشاب عارف قال إن الحرب فرضت عليه وإنه سيعود للزراعة بعد انتهاء الثورة (الجزيرة)

التحمس للقتال
قابلنا الشاب المقاتل عارف محمد صيدون، وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاما، وقال للجزيرة نت إنه كان يعمل مزارعا وفي تهريب المواد الغذائية من تركيا قبل الثورة، لكن ما حدث في بلدته من حرق للبيوت والمزارع وطرد سكانها منها دفعه لحمل السلاح.

أصيب عارف في بداية الثورة بطلق ناري برأسه تعافى منه، ليصاب فيما بعد بشظية في بطنه، وبدت علامات الإصابتين واضحة للعيان، ويؤكد أنه سيعود للعمل في الزراعة "بعد تحرير سوريا من النظام الأسدي".

أما الشاب عبد العزيز صادق وعمره 21 سنة فبدا أكثر تحمسا للاستمرار بالقتال، حيث تحدث عن أنه سيستمر في القتال حتى ينال "النصر أو الشهادة".

ولا تعد القرية استثناء عن قرى كثيرة من سوريا بات عنوانها الرئيس الدمار ومغادرة الأهالي لها، لكن وضعها كقرية إستراتيجية يضيف مزيدا من الخسائر للنظام السوري في المناطق والمعابر الحدودية، خاصة أن عنوان النظام، وفق نشطاء، هو عدم العودة للمناطق التي خسرها وباتت "محررة" وتحت سيطرة الجيش الحر الذي يوسع من حجم مكاسبه على الأرض يوما بعد يوم.

المصدر : الجزيرة