أثر إغلاق مفاعلات ألمانيا النووية

تظاهرة المطالبين بإغلاق المفاعلات النووية . + دراجات برلين0

خالد شمت-برلين

أثار إعلان حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن عزمها إغلاق كل المفاعلات النووية بحلول نهاية عام 2022، تساؤلات عن المستفيدين والخاسرين من هذا التحول الموصوف بالتاريخي في مجال الطاقة.

واعتبرت دراسات أصدرتها مراكز ووكالات ألمانية للطاقة أن شركات الغاز الطبيعي الروسية والنرويجية والهولندية وشركات الطاقة الشمسية الصينية، والشركات الصناعية الألمانية المتخصصة في التقنيات المتطورة لطاقة الرياح، وفي خفض الطاقة المستهلكة بالمنازل والبنيات، ستكون أبرز الرابحين من التوجه الألماني لمصادر الطاقة الجديدة.

ويفتح تخلي ألمانيا المنتظر عن الطاقة النووية نهائيا الباب واسعا أمام شركة غاز بروم الروسية لجني مزيد من الأرباح الطائلة بزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي التي تسد حاليا 35% من حاجة السوق الألماني.

الغاز والرياح
وذكرت دراسة للوكالة الألمانية للطاقة المتجددة أن ألمانيا التي تغطي ذاتيا 8% من احتياجاتها من الغاز، ستحتاج لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي القادم من روسيا والنرويج وهولندا. وأوضحت أن الاعتماد على الغاز الطبيعي سيتزايد باعتباره أفضل وسيلة للانتقال من الطاقة النووية إلى مصادر الطاقة الجديدة.

ولفتت إلى أن تميز شركات الطاقة الشمسية الصينية بجودة تضاهي ما هو موجود لدى نظيراتها الأوروبيات، سيساعدها على الفوز بجزء معتبر من كعكة الاستثمارات الألمانية المتوقعة في بدائل الطاقة النووية.

الفترة الماضية شهدت تزايد أعداد الألمان المطالبين بإغلاق المفاعلات النووية (رويترز)
الفترة الماضية شهدت تزايد أعداد الألمان المطالبين بإغلاق المفاعلات النووية (رويترز)

ورأت الدراسة أن استخدام بعض هذه الشركات الصينية بأجهزتها لعنصر كيميائي مصنف أوروبيا كمادة سامة، قد يعوق انتشارها بالسوق الألماني.

وتوقعت دراسة ثانية أصدرها قسم الأبحاث بمصرف دويتشه بنك أن تصبح الشركات الألمانية المتخصصة في إنتاج عجلات الرياح المولدة للطاقة، من أبرز الرابحين من التحول من الطاقة النووية إلى طاقات جديدة.

وفي هذا السياق أعلنت شركة سيمنس عن رصد ميزانية كبيرة بالمليارات -لم تحدد قيمتها- للاستثمار في إنتاج محطات طاقة الرياح، وعدادات قياس التيار المار من عجلات الرياح إلى أماكن الاستهلاك، وفي تصنيع المحطات الغازية لتوليد الكهرباء.

وأشارت إلى أن ألمانيا بها 21600 عجلة رياح تنتج 2700 ميغاوات تمثل ثلث كمية الطاقة المنتجة بالبلاد، ولفتت إلى أن الشركات الألمانية والأجنبية ستتاح لها الفرصة للمشاركة بإقامة أعداد كبيرة من العجلات على الشواطئ لتوليد 25 ميغاوات سنويا، وأشارت إلى فرصة هذه الشركات في الربح من مشاركتها في تنفيذ شبكة طولها 4450 كلم لنقل الطاقة من عجلات الرياح.

خاسرون ومتضررون
ومن جانبها توقعت كلاوديا كيمفرت الأستاذة بالمعهد الألماني للبحوث الاقتصادية أن تسهم عملية تحول ألمانيا إلى مصادر جديدة للطاقة في ضخ استثمارات ضخمة، وتوفير آلاف فرص العمل، ومنح عقود بالمليارات لشركات من داخل وخارج البلاد.

وقالت الباحثة الاقتصادية -في تصريح للجزيرة نت – إن الشركات المالكة للمفاعلات النووية ستكون في المنظور المتوسط الخاسر الأكبر من إغلاق هذه المفاعلات التي جلبت لها أرباحا طائلة.

وعدد خبراء طاقة ألمان فرنسا ضمن الدول التي ستتأثر سلبا بتخلي بلادهم عن الطاقة النووية، وأشاروا إلى أن فرنسا المصنفة ضمن أكثر الدول استهلاكا للطاقة تمتلك 58 مفاعلا نوويا لا تغطي سوي 74% من احتياجاتها من الكهرباء.

وسيكون على فرنسا بعد إغلاق ألمانيا مفاعلاتها النووية البحث -وفق هؤلاء الخبراء- عن مصادر طاقة جديدة تعوض بها ما كانت تستورده من المفاعلات النووية الألمانية في فصول الشتاء.

كما تمثل هيئة السكة الحديد الألمانية (دويتشه بان) واحدة ممن سيتضرر من التخلي عن الطاقة النووية، وأعلنت الهيئة أن إغلاق المفاعلات النووية سيؤثر سلبا على أسطول قطاراتها المعتمدة بشكل كبير على هذه الطاقة.

المصدر : الجزيرة