قصف الناتو يصعد المخاوف بباكستان

النيتو وتدارك تدهور العلاقات مع باكستان

ارتباك حركة النقل على الحدود الباكستانية الأفغانية (الجزيرة نت)

سامر علاوي-تورخم

تسود حالة من الترقب الحدود الأفغانية الباكستانية منذ قصف قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) نقطة عسكرية باكستانية السبت الماضي في قطاع مهمند القبلي.

وقالت إسلام آباد إن القصف تسبب في مقتل 26 من جنودها، واتخذت إجراءات عقابية لقوات الناتو أبرزها قطع إمدادات هذه القوات عبر الأراضي الباكستانية. أما القوات الأفغانية وقوات الناتو فدعت إلى التريث وانتظار نتائج التحقيق.

وتسبب تنفيذ باكستان لقراراتها في إرباك محدود لحركة التبادل التجاري والسكان على نقاط العبور الرسمية، وقال سائقو شاحنات للجزيرة نت إن منع شاحنات الناتو من التوجه لأفغانستان تسبب بأزمة مرورية خانقة على الطرف الباكستاني من الحدود.

وتوقفت حركة النقل بشكل كبير الأحد الماضي إلا أنها استعادت نشاطها أمس الاثنين، ولم تتوقف "حافلات المحبة الباكستانية الأفغانية" بما يقلل من أثر التصعيد السياسي على علاقات الشعبيين.

ويقدر عدد المسافرين عبر معبر تورخم الحدودي بين مدينة بيشاور الباكستانية وجلال آباد الأفغانية بين عشرة آلاف وعشرين ألف مسافر، يمر معظمهم دون أوراق ثبوتية.

ترقب

أيوب حسن خيل (الجزيرة نت)
أيوب حسن خيل (الجزيرة نت)

لكن حالة الترقب هيمنت على سكان المناطق الحدودية، وأعرب عدد منهم للجزيرة نت عن شعورهم بأنهم ضحايا صراع لا يفهمون كثيرا من تعقيداته، وقالوا إنهم مستهدفون بالقصف من قوات الناتو والقوات الباكستانية وطالبان.

واستبعد قائد شرطة الحدود في شرقي أفغانستان أيوب حسن خيل أن يكون الحادث في سياق عملية انتقام أو رد على تصرفات باكستانية سابقة، خاصة وأن اتهامات أفغانية سبقت للقوات الباكستانية بقصف مناطق أفغانية في الصيف الماضي.

واعتبر أن الإشكال يكمن في أن الحادث وقع على نقطة الصفر تماما على الحدود في منطقة لا يمكن السيطرة عليها ومن الصعب تحديد المسؤولية فيها.

ودعا حسن خيل في حديثه للجزيرة نت إلى انتظار نتائج التحقيق الذي يبحث فيما إن كان هناك مسلحون معارضون للحكومة بين القتلى وتحديد ما إن كانت القوات الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية أو الباكستانية.

 المدنيون على الحدود المتضرر الأول (الجزيرة نت)
 المدنيون على الحدود المتضرر الأول (الجزيرة نت)

مخاوف
وعلى الرغم من محاولات التهدئة فإن مسؤولين ومراقبين أفغانيين لم يخفوا مخاوفهم من تداعيات الحادث على علاقات البلدين.

كما يبدون مخاوفهم على مستقبل الوضع الأمني في أفغانستان، بما قد يحدثه وقف إمدادات النفط في إرباك العمليات الميدانية ضد مسلحي حركة طالبان وإعادة انتشار القوات الأجنبية وفق إستراتيجية تسليم المهمات الأمنية للقوات الأفغانية

وقلل عضو البرلمان الأفغاني ميرويس ياسيني من شأن التحقيقات التي تعهدت بها قوات الناتو، وقال للجزيرة نت "إن الحادث وقع وكل ما يأتي بعده محاولات للسيطرة على الأضرار والتخفيف من تداعيات أخطر حادث نيران صديقة استهدفت قوات باكستانية من داخل الأراضي الأفغانية".

وأعرب ياسيني عن قلقه من ألا يتوقف رد باكستان عند وقف إمدادات قوات الناتو من الوقود والتموين وأن يتعداها إلى دعم مباشر لمسلحي طالبان إذا لم يتم تدارك الموقف المتوتر.

ويرى دبلوماسيون في العاصمة الأفغانية كابل أن الحادث سيلقي بظلاله على مؤتمر "بون 2" الأسبوع المقبل المخصص لبحث شكل انخراط المجتمع الدولي في أفغانستان بعد عام 2014.

وألقى الحادث بظلال من الشك على قرارات مجلس  اجتماع موسع لزعماء القبائل الأفغانية المعروف بـاللويا جيرغا الذي عقد قبل الحادث بأسبوع خاصة بما يتعلق بضمانات عدم استخدام القواعد العسكرية الأميركية الدائمة ضد دول الجوار الأفغاني

أما المستفيد الأكبر من تدهور علاقات الناتو بباكستان فهو حركة طالبان، سواء الشق الأفغاني منها أو الباكستاني حيث علقت حركة طالبان الباكستانية بأن الحادث دليل على أنه لا يمكن الوثوق بالولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة