سوريون بالقاهرة: نريد إسقاط النظام

سوريون بالقاهرة: طموحنا إسقاط النظام

المتظاهرون السوريون بالقاهرة طالبوا بتجميد عضوية سوريا بالجامعة العربية (الجزيرة)

أنس زكي-القاهرة

كان اليوم مثيرا داخل أروقة جامعة الدول العربية التي قررت على مستوى وزراء الخارجية فرض عقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الإثارة ربما كانت أكبر خارج مبنى الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تجمع مئات المتظاهرين المطالبين بتدخل حاسم يحمي المدنيين السوريين المطالبين بالحرية وتغيير النظام.


ورغم أن الاجتماع كان مقررا وقت الظهر، توافد النشطاء السوريون منذ الصباح وحظوا بمساندة من نشطاء يمنيين وبحرينيين فضلا عن عدد من شباب الثورة في مصر، الذين أكدوا أن الأوضاع التي ما زالت غير مستقرة في بلادهم لا تحول بينهم وبين التضامن مع الشعب السوري الشقيق.


المتظاهرون أحاطوا بمبنى الجامعة الواقع وسط القاهرة في أحد أطراف ميدان التحرير الذي انطلقت منه الثورة المصرية، ورفعوا لافتات تطالب بسقوط الرئيس الأسد وتستحث الدول العربية على القيام بتحرك جاد يضع حدا للمجازر التي تقع على الأرض السورية.


الحمصي: نظام الأسد يتحايل على المبادرات السلمية ولن يسقط إلا بالقوة (الجزيرة)
الحمصي: نظام الأسد يتحايل على المبادرات السلمية ولن يسقط إلا بالقوة (الجزيرة)

وبدا أن كثيرا من المتظاهرين قد فقدوا الأمل في أن تتمكن الجامعة العربية من القيام بتحرك جاد، فصنع بعضهم مجسمات تظهر الدول العربية وكأنها جثث هامدة، بينما صب آخرون جام غضبهم على ممثلي عدد من الدول العربية في الجامعة وعدد من موظفيها وهم يدخلون إلى المقر قبل انطلاق الاجتماع الطارئ.


تنديد بالمجازر
وعلى مقربة من خيمة الاعتصام التي يقيمها السوريون أمام مقر الجامعة منذ عدة أسابيع، أقيمت منصة للخطابة تتابع عليها عدد من الناشطون السوريون، كان من بينهم المعارض محمد مأمون الحمصي وهو نائب سابق بالبرلمان سبق أن تعرض للاعتقال على يد نظام الأسد، حيث ندد بالمجازر التي يرتكبها النظام، كما انتقد مسانديه الذين أكد أن في مقدمتهم إيران وحزب الله.


ودعا الحمصي العرب لمساعدة المعارضة السورية، كما طالب بتدخل دولي يحمي المدنيين في سوريا من اعتداءات النظام، وأكد أن نظام الأسد يتحايل على المبادرات السلمية ولن يسقط إلا بالقوة.


المتظاهرون السوريون انتقدوا الوضع العربي وشبهوا الدول العربية بجثث هامدة (الجزيرة)
المتظاهرون السوريون انتقدوا الوضع العربي وشبهوا الدول العربية بجثث هامدة (الجزيرة)

أما الناشط السوري مؤمن كويفاتيه فقال للجزيرة نت إن النظام السوري يتحايل على المبادرة التي قدمتها الجامعة العربية، وطالب الجامعة بتكثيف الضغوط على هذا النظام عبر تجميد عضويته والاعتراف بالمجلس الوطني المعارض ممثلا وحيدا للشعب السوري.


ترحيب وطموح
وبينما كانت حناجر السوريين تواصل الهتاف، خرجت الأنباء من داخل مقر الجامعة بأنها قررت تعليق مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها مع فرض عقوبات على دمشق ودعوة الجيش السوري إلى وقف قتل المدنيين فضلا عن دعوة المعارضة السورية لاجتماع بمقر الجامعة لبحث "رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية في سوريا".


المتظاهرون رحبوا بالقرارات التي صدرت بأغلبية كبيرة، لكنهم قالوا إنهم ما زالوا بانتظار المزيد، وهو ما عبر عنه كويفاتيه حين وصف القرار بأنه إيجابي، لكنه أضاف للجزيرة نت أن طموحات الشعب السوري ما زالت أكبر من ذلك بالنظر إلى حمامات الدم الذي يسفك يوميا في مختلف المدن السورية.


دغمش: إرادة الشعب السوري لن تقهر وستحقق الانتصار في النهاية (الجزيرة)
دغمش: إرادة الشعب السوري لن تقهر وستحقق الانتصار في النهاية (الجزيرة)

أما الناشط ضياء الدين دغمش الذي جاء للقاهرة خصيصا للمشاركة في الاعتصام أمام الجامعة فقال للجزيرة نت إن إرادة الشعب السوري لن تقهر وستحقق الانتصار في النهاية بفضل التضحيات التي تبذل، أما النظام فسيسقط رغم كل محاولاته للتشبث بالسلطة.

وبينما استمر النشطاء في الهتاف، اتفق كويفاتيه ودغمش على أن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات متسارعة تعجل بنهاية النظام، مؤكدين أن ممارسة المزيد من الضغوط على نظام الأسد ستشجع الآلاف من عناصر الجيش على الانشقاق وإحداث التغيير من الداخل دون الحاجة إلى تدخل خارجي.

المصدر : الجزيرة