مشاعر الجنوبيين ما زالت معلقة بالسودان

هيثم آويت

الجنوبيون لا يزالون يحنون للسودان بالرغم من أنهم صوتوا للانفصال (الجزيرة)

مثيانق شريلو-جوبا

يبدو أن البعض في جنوب السودان لا يلقي أي اهتمام بالاحتقان السياسي السائد بين جوبا والخرطوم وخلافاتهما بشأن جملة من القضايا السياسية العالقة بين الطرفين، فلا تزال العديد من المشاعر معلقة بـ السودان.

ولا تتوقف مشاعر تعلق الجنوبيين بالسودان عند هذا الحد، وإنما تشمل جوانب أخرى، ففي ولاية واراب (منطقة سلفاكير) أطلق العائدون إلى قراهم في تلك المنطقة اسم الخرطوم الجديدة.

تقول سوذي للجزيرة نت إن أغلب القاطنين في هذا الحي السكاني هم من العائدين من العاصمة السودانية الخرطوم، وعندما خصصت لهم الحكومة تلك المساحة السكنية أطلقوا عليها اسم (الخرطوم).

وتضيف "لا يزالون يكنون بالحنين إلى السودان بالرغم من أنهم قد صوتوا للانفصال.. أغلب حياتهم كانت هناك".

وفي مدينتي واو والرنك -اللتين تجاوران الحدود مع السودان- تضج أسواقهما بأغنيات لفنانين سودانيين أمثال محمد وردي ومحمود عبدالعزيز وفرقة البلابل النسائية.

يقول إيمانوئيل إنه حزين جدا لمفارقة السودان لأنه يرى أن كل حياته كانت في الخرطوم، معتبرا أن السياسة تفسد كل شئ.

الخرطوميون

يطلق الجميع هذه الأيام لفظ "الخرطوميين" على الذين يجلسون في شارع الثورة لأن أغلب من يجلسون هناك قادمون من السودان ومعظم أحاديثهم تمتلئ بذكريات وأشواق للعاصمة السودانية

وفي عاصمة جنوب السودان جوبا، يطلق الجميع هذه الأيام لفظ "الخرطوميين" على الذين يجلسون في شارع الثورة لأن أغلب من يجلسون هناك قادمون من السودان، ومعظم أحاديثهم تمتلئ بذكريات وأشواق للعاصمة السودانية.

يفسر كاربينو دينق للجزيرة نت تلك المواقف بقوله إنه بالرغم من أن خيار الانفصال كان صعبا فإن تلك المشاعر ستظل معلقة نحو السودان لأن جيلا كاملا من المثقفين والسياسيين والطلاب وخلافهم قضوا جل حياتهم هناك. ويعتبر هذا الانفصال مجرد أجراء سياسي.

ويقول الخبير الإستراتيجي في علاقات الجنوب والسودان الدكتور سلام الحاج باب الله، للجزيرة نت من جوبا، إن تلك المشاعر معلقة لأن أغلبهم تربوا في بيئة الشمال، وإن الإنسان ابن بيئته.

وأشار دينق إلى أن أغلب هؤلاء لم يكونوا يتوقعون الانفصال، وقال إن هذا الأمر لن يدوم لأن معظم هؤلاء ستتم معاملتهم كأجانب.

الرياضة تعبر الحدود
أما الصحفي إبرهام مرياك، فيسرد في حديثه للجزيرة نت، شكلا آخر من أشكال المشاعر المعلقة بالشمال، فيقول إن الرياضة مثلها مثل الآداب تعبر الحدود فمعظم الجنوبيين منقسمون في تشجيع الهلال أو المريخ.

وأضاف أن هذا الأمر برز جليا بعد خسارة الهلال الأخيرة أمام الترجي التونسي حيث عم الحزن مشجعي الهلال بدولة جنوب السودان.

وقال إن مشاعر التعلق ليست مرتبطة بالرياضة وحدها وإنما تمتد إلى علاقات اجتماعية، معتبرا أنه ليس من الطبيعي أن ينسى الجميع علاقات الجيرة التي كانت سائدة بين مواطنين شماليين وجنوبيين أو علاقات الزمالة والصداقة بالعمل أو الجامعات.

المصدر : الجزيرة