دعوة مسلمي بريطانيا للانتخابات
30/4/2010
مدين ديرية-لندن
دعت المنظمات والهيئات الإسلامية الكبرى في بريطانيا الجالية المسلمة إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية المقررة في السادس من مايو/أيار المقبل.
فقد حثت المبادرة الإسلامية في بريطانيا، الجالية المسلمة في البلاد على التصويت بقوة لما يخدم قضايا الإسلام والمسلمين.
وأعلن في العاصمة لندن عن تأسيس مؤسسة "أنت تنتخب" التي تهدف إلى توعية الجالية المسلمة بالمرشحين وبرامجهم الانتخابية وتقوم بمهمة التركيز على المرشحين المتعاطفين والداعمين للقضايا العربية والإسلامية.
ويأمل المسلمون في البلاد أن يشهد مجلس العموم البريطاني (البرلمان) حدثا تاريخيا بوصول أول مسلمة محجبة إلى البرلمان وهي السيدة سلمى يعقوب رئيسة حزب الاحترام (ريسبكت).
وقال رئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات أنس التكريتي، إن الجالية المسلمة جالية كبيرة في بريطانيا ومعظم أبنائها هم من الشباب، وهذه ناحية ديمغرافية اجتماعية تدل على أهمية هذه الجالية في مستقبل البلد والمجتمع.
واعتبر التكريتي في حديث للجزيرة نت أن أهمية المجتمع المسلم في بريطانيا كبيرة جدا، وأن هناك اهتماما كبيرا بالجالية المسلمة، إضافة إلى أن القضايا التي يهتم بها الشارع البريطاني بمجمله هي قضايا المجتمع المسلم التي يحملها مثل السياسة الخارجية لبريطانيا وقضايا الإرهاب والعنصرية
والإسلاموفوبيا.
وأكد أهمية مشاركة الجالية المسلمة في الحوار حول هذه القضايا وكذلك التصويت وتوجيه السياسية البريطانية للاهتمام بها.
قوة وعقبات
وأشار إلى أن الجالية المسلمة في كثير من الدوائر الانتخابية ستكون قوية إذا تضافرت جهودها وبالتالي سيكون لديها القدرة على تحويل مسار النتائج النهائية لما بين 70 و100 دائرة انتخابية أو التأثير فيها، "وهذه هي الحقيقة البالغة الأهمية التي نحاول استثمارها في هذه الانتخابات".
وحول العقبات التي تواجه المنظمات الإسلامية لتوحيد الصوت المسلم، أشار التكريتي إلى مسألة مدى الوعي بأهمية هذه الانتخابات على وضع الجالية المسلمة، داعيا إلى بذل جهود مضاعفة في هذه الانتخابات من خلال حملات توعية بأهمية المشاركة فيها.
تأثير كبير
من جانبه قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي للجزيرة نت، إنه لأول مرة منذ 30 عاما تقريبا يكون هناك دور كبير وتأثير كبير للأقليات العرقية والدينية في بريطانيا أو في الانتخابات البريطانية.
واعتبر عطوان أن الانتخابات كانت في الماضي مملة بحيث يفوز حزب العمال أو حزب المحافظين، ولكن الآن في ظل وجود سباق لثلاثة أحزاب أصبحت فرص الأقليات العرقية والدينية كبيرة جدا في التأثير وخاصة على المقاعد التي تتقارب فيها حظوظ الناخبين.
وقال "هذا يمكن أن يكون للأحزاب الصغيرة، كما أن للأقليات دورا كبيرا في حسم النتيجة".
وأوضح عطوان أن مليون ونصف مليون مسلم على الأقل في بريطانيا في ظل التقارب بين الأحزاب يمكن أن يؤثروا بشكل حاسم في نتيجة الانتخابات.
وأشار إلى أن "هذه الحالة يمكن أن تقلب نتيجة الانتخابات بمعنى أن المسلمين لن يصوتوا لصالح حزب، بل سوف يصوتون لصالح الذي سيخدم قضاياهم بغض النظر عن كونه من الأحرار أو العمال أو المحافظين، وهذه إستراتيجية تصويت غير مسبوقة وفاعلة في الوقت نفسه".
أهمية متزايدة
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم المبادرة الإسلامية في بريطانيا محمد كزبر للجزيرة نت، أن الانتخابات البريطانية المقبلة تكتسي أهمية بالغة في ظل الحديث عن عدم تمكن أي من الأحزاب الرئيسية من الحصول على الأغلبية في البرلمان المقبل.
وأوضح أن ذلك يزيد من أهمية الصوت المسلم، وكذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بريطانيا واستمرار نزيف الحرب على العراق وأفغانستان. وأشار إلى توقعات بدخول ثمانية مرشحين من المسلمين على الأقل إلى البرلمان.
المصدر : الجزيرة