أهلة حسب الطوائف والمذاهب بلبنان

The moon seen behind the silloutte of the crescents on top of the dome of the Cultural Square Mosque, on the second evening of Ramadan, the Muslim holy month of fasting

ككل عام يتجدد الجدل حول هلال رمضان وعيد الفطر (الأوروبية-أرشيف)
أواب المصري-بيروت


ككل رمضان، يتجدد في العالم الإسلامي وفي لبنان تحديدا الخلاف حول رؤية الهلال لإعلان بدء الصوم وتحديد عيد الفطر. ولا يرتبط الاختلاف بالتنوع الطائفي والمذهبي الموجود في لبنان فقط، بل هو موجود حتى داخل المذهب الواحد تبعاً لاختلاف المرجعيات الدينية.
 
وشهد اللبنانيون سنوات كانت فيها مجموعة من المسلمين تحتفل بدخول أول أيام العيد، في وقت كانت فيه أخرى تودع العيد في يومه الثالث.
 
ولعلّ المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله هو الأكثر جدلا، فهو يبادر قبل وقت طويل من حلول رمضان إلى إعلان ثبوت الهلال ودخول الشهر معتمدا الحسابات الفلكية العلمية التي "لا يمكن أن تخطئ"، في حين تعتمد مرجعيات أخرى الرؤية بالعين المجردة أو بآلات مقربة.
 
للاستئناس فقط
وقال أمين فتوى الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي للجزيرة نت إن دار الفتوى (المرجعية السنية) تعتمد الرؤية البصرية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ‏"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن‏ ‏غم ‏عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً"، وذكّر الفقهاء حتى المتقدمين أنه يُستأنَس بالحساب كعلم منضبط لا التنجيم، مع اعتماد الرؤية البصرية كأصل.
 
وحسب الكردي فالرؤية حكمة تعبدية، يقوم بها المسلمون ليتصلوا مع هذا العالم الفسيح "ليكون مظهراً من مظاهر التحام الإنسان مع هذا الكون الدال على عظمة وجود الله، ليستدلوا على دخول الشهر من جانب، ولينظروا في عظمة الله تعالى".
 
فضل الله يرى أن رؤية الهلال قضية كونية ترتبط بالحساب العلمي المؤكد (الجزيرة-أرشيف)
فضل الله يرى أن رؤية الهلال قضية كونية ترتبط بالحساب العلمي المؤكد (الجزيرة-أرشيف)

ودعا المجامع الفقهية والمرجعيات العلمية في دور الأوقاف ووزارات الشؤون الإسلامية والوقفية في الدول الإسلامية إلى اعتماد قول جمهور الفقهاء أنه إذا ثبتت رؤية الهلال في بلد وجب على الأمة كلها الصوم، خاصة أن العالم بات قرية واحدة بسبب وسائل الاتصال.

 
مسألة كونية
وشرح الشيخ حسين عبد الله من مكتب السيد محمد حسين فضل الله وجهة نظر الأخير، المبنية على اعتبار بداية الشهر مسألة كونية عامة، لا ترتبط بوجود الناظر أو الرائي، مما يعني أنه لا يتوقف الحكم ببداية الشهر على رؤية الهلال بشهادة الشهود بالبصر، بل يرتبط بالحسابات العلمية المؤكدة التي تدرك متى يخرج الهلال من المحاق وتمكن رؤيته للناظر، ولو لم يُر فعلاً بالعين المجردة.
 
وأضاف عبد الله أن رؤية العلم أدق كثيرا من رؤية العين، لأن الأخيرة تشتبه خاصة مع انتشار الغبار الكوني، وهو ما حدث في بعض السنوات حين حصلنا على شهادات تؤكد رؤية الهلال، في حين كان العلم يؤكد استحالتها لأن الهلال لم يخرج من المحاق.
 
أما ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف فقال إن منهج السيستاني -الذي يقلده قسم من شيعة لبنان- يعتمد الرؤية البصرية بالعين المجردة فإذا ثبتت ثبت دخول الشهر.
 
وأضاف أن السيستاني لا يقول بوحدة الآفاق، بل لكل بلد أفقه، لكن ذلك لا ينفي وجود عدد من البلاد تتحد في الأفق، فإذا ثبتت الرؤية في لبنان تثبت في العراق والعكس صحيح، وكذلك الأمر في الجزيرة وبعض مناطق الخليج.
 
واعتبر الخفاف أن الفكر الشيعي يقوم على تقليد المرجعيات بناء على الرأي الفقهي الذي تتبناه، فهناك مرجعيات ترى الرؤية بالعين المجردة، ومرجعيات أخرى بالعين المجردة مع إمكانية الاستعانة بالآلات المقربة، وآخرون لديهم وسائل أخرى، لكن هذا لا يفسد للود قضية، ففقهاء الشيعة يختلفون في مسائل كثيرة في العبادات والمعاملات، وهذا لا يؤثر في وحدة الصف الشيعي.
المصدر : الجزيرة