إهمال طبي بالاسكندرية يفتح الملف الصحي في مصر

مرض السكر
طالب قانونيون ومشرعون بتشدد قوانين المستشفيات منعا للإهمال (الجزيرة نت-أرشيف)

أحمد علي- الإسكندرية
 
أثارت حادثة إهمال أطباء تسبب بإصابة أطفال بمرض التهاب الكبد الوبائي قلقا وغضبا بين المواطنين ما سلط الأضواء مجددا على واقع المستشفيات الحكومية في مصر.
 
فقد اتهم ذوو 7 تلاميذ الأطباء المعالجين لأبنائهم بوحدة علاج السكر بمستشفى الطلبة بالتسبب في إصابة أبنائهم بفيروس الكبد الوبائي سي، بعد حقنهم بأمبول واحد دون مراعاة اشتراطات السلامة الصحية.
 
وأكد تقرير مصلحة الطب الشرعي التي قررت النيابة العامة تشكيلها إصابة الأطفال جميعهم بفيروس التهاب الكبد الوبائي والذي يعد من أكثر الأمراض المعدية شيوعا في مصر ووصلت نسبته  إلى 40 % في بعض قرى مصر.
 
وإثر ذلك قرر المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية إحالة طبيبة وأربعة ممرضات بمستشفى الطلبة إلى محكمة جنح سيدي جابر بالإسكندرية بعد أن وجهت لهن تهمة الإهمال في تأدية عملهن مما أدى إلى إصابة الأطفال بالمرض.
 
الجزيرة نت التقت بعدد من الأهالي الذين عبروا  عن صدمتهم مما جرى خاصة أن المستشفى يعالج فيه أطفال حديثو الولادة. وأعربوا عن قلقهم المتزايد على صحة أبنائهم مطالبين المسؤولين بكشف الحقائق للرأي العام. فقد اتهمت لبنى عبد العزيز والدة إسلام قباري (16 سنة) المسؤولين في المستشفى بالإهمال والتسبب بانتقال العدوى إلى الأطفال.

 
ويقول محمود محمد إن ابنه إسلام (16 سنة)  دائم التردد على مستشفى الطلبة للعلاج من السكر ورغم ذلك لم  يرحمه الإهمال الذي  أوقعه فريسة للفيروس الكبدي.
 

"
دافع نقيب الأطباء بمحافظة الإسكندرية الدكتور محمد البنا عن المستوى الطبي المقدم في المستشفيات الحكومية. وقال إن الإهمال الذي جرى لا يمكن تعميمه.

"

وهو ما أكدته أيضاً منال محمد والدة المصاب أحمد محمد رجب من انتقال العدوى إليه عن طريق الانبول الخاص بالأنسولين وهو أنبول واحد يأخذ منه الأطفال السبعة بالسرنجة الخاصة بكل منهم وفي نفس التوقيت حسب قولها. وتوضح أن أهالي الأطفال تقدموا ببلاغ رسمي ضد الأطباء بمجرد اكتشاف حالة العدوى.

 
قوانين صارمة
من جهة أخرى شددت المحامية هناء إبراهيم على ضرورة وضع قوانين صارمة لمنع تكرار الإهمال والاستهتار بحياة المرضى، موضحة أن ما حدث للتلاميذ السبعة أثار الرعب في نفوس المواطنين وأشعرهم بالخطر من العلاج في المستشفيات بسبب إمكانية نقل أمراض أكثر فتكا.
 
من ناحيته انتقد عضو مجلس الشعب أسامة جادو الخدمات المقدمة في المستشفيات الحكومية ووصفها بأنها متدنية جدا إلى جانب غياب الرقابة على المستشفيات وضعف  الإجراءات الرادعة لمواجهة أي انحرافات داخل قطاع الصحة حسب قوله ولفت إلى صدور تقارير رقابية عدة تؤكد غياب الرقابة وانعدام المتابعة.

 
أما مدير الهيئة العامة للتأمين الصحي بالإسكندرية الدكتور عمر الفاروق فقد رفض في حديثه مع الجزيرة نت التعليق على قرار إحالة الأطباء العاملين بالمستشفى إلى المحاكمة مؤكدا على تطبيق معايير الجودة وطرق مكافحة العدوى ومراقبتها بشكل مستمر داخل المستشفى.


undefined
حقيقة وتعميم

ومن جهته دافع نقيب الأطباء بمحافظة الإسكندرية الدكتور محمد البنا عن المستوى الطبي المقدم في المستشفيات الحكومية. وقال إن الإهمال الذي جرى لا يمكن تعميمه.
 
 وأشار إلى أن عدد الشكاوى التى قدمت إلى اللجنة التأديبية بالنقابة وصلت إلى 703 شكوى بينما تم إدانة 15 طبيبا فقط من إجمالي  185 ألف طبيب على مستوى الجمهورية.
 
وأرجع البنا أسباب تدهور الرعاية الصحية في مصر منها نقص الإمكانيات المتاحة في المستشفيات وقلة المستلزمات الطبية إضافة إلى تزاحم المرضى وكثرة توافدهم ما يؤثر في قدرة الأطباء على الاعتناء بهم.
 
أما رئيس لجنة الصحة بالمجلس الشعبي للمحافظة الدكتور ياسر زكي فقال إن انخفاض مستوى معيشة الأطباء وضعف رواتبهم من أهم الدوافع التي تجعل الطبيب يهمل في عمله في المستشفيات الحكومية أثناء فترة النهار.
 
وأوضح زكي أن تدني الأجور يجعل الطبيب يشعر بأن ما يبذله من جهد لا يتناسب مع ما يتقاضاه من أجر. وأضاف "لا شك أن هناك قدراً من الإهمال يصيب قطاع الصحة، لكن هذا الأمر لا يشمل جميع الأطباء فهناك من يؤدي عمله بضمير".

المصدر : الجزيرة