تراجع العنف يسمح للعراقيين بمسافات من الفرح

التردد على المتنزهات عاد مجددا - تقرير/ تقرير أماكن الفرح تعود إلى زبائنها
الأسر تعود بأطفالها إلى الحدائق والمتنزهات (الجزيرة نت)
 
فاضل مشعل-بغداد
 
 
فرضت السنوات الخمس الماضية وضعا غير مألوف في العراق, وكانت المحال المتخصصة في إقامة الأفراح أول ضحايا التغيير الجديد حيث أغلقت الحدائق، والمئات من صالونات الأعراس وقاعاتها، وأصبح أعضاء الفرق الموسيقية ومغنو الحفلات دون عمل، تحت وطأة مدّ ديني مرتبك.
 
لكن الحال تبدل بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين، فتمكن هؤلاء من العودة لنشاطاتهم والمهن التي زاولوها على مدى سنوات طويلة.
 
وللمرة الأولى منذ أربع سنوات يعيد أنطوان فتح صالون الحلاقة للسيدات الخاص به، بعد معاناة وصفها بقوله "أصبحنا هدفا للمسلحين فقتل منا نحن الحلاقين العشرات لأسباب ما زلت أنا شخصيا أجهلها، أما السيدات فمن المحرم دخولهن إلى صالونات يديرها رجال، دخلنا في حيرة لا نعرف لمن نشتكي ولا نعرف من هو القاتل، الكثيرون منا هاجروا، وآخرون أغلقوا أبواب محالهم".
 
وأضاف أنطوان للجزيرة نت "ما زلت أخاف من المجهول، رغم أن الوضع الأمني أخذ يتحسن، وأصبح لرجل الشرطة ولمنتسب الجيش وجود في الشارع، وزبائننا من السيدات أخذن يترددن على المحل ولو بأعداد قليلة جدا"، ويستعين أنطوان في صالونه الذي يقع بأحد أحياء بغداد الراقية بثلاث حلاقات متخصصات.
 
أما متعهد حفلات الأعراس كامل ثامر فأشار إلى أن الناس يحجزون القاعات، لكنهم لا يطلبون مغنيين "خوفا من الممنوع الذي لا نعرف من أصدره ويكتفون بتناول طعام العشاء في فترة تبدأ من الساعة الرابعة وتنتهي في الساعة السابعة مساء".
 
وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة بدأت أوقات السهرة تمتد حتى الثامنة مساء بعد تزايد الإحساس بتحسن الوضع الأمني.
 

العنف حرم العراقيين لحظات الفرح طيلة خمس سنوات (الفرنسية-أرشيف)
العنف حرم العراقيين لحظات الفرح طيلة خمس سنوات (الفرنسية-أرشيف)

العودة ببطء


ويضيف ثامر للجزيرة نت "نعم الناس لم يعودوا إلى وضعهم السابق، فالحفلات تقام في أيام متباعدة، وليست مثلما كان في السابق، عندما كانت قاعتنا محجوزة طيلة أيام الأسبوع"، مشيرا إلى أن الناس باتوا يفضلون إقامة حفلات الزواج بمنازلهم ويقصرونها على الأهل والأصدقاء المقربين جدا.
 
وأعاد مصطفى العاني افتتاح مطعمه الذي يقدم الأكلات السريعة في منطقة عرصات الهندية الراقية، شأنه في ذلك شأن كثير من أصحاب المحلات والمطاعم بالمنطقة، وهو يعزو ذلك لتحسن الوضع الأمني، حيث "أصبح شارع العرصات يسهر إلى الساعة الثامنة مساء للمرة الأولى منذ خمس سنوات. المحلات في هذا الشارع كانت تسهر حتى الصباح أيام النظام السابق، والآن عاد الناس إلى التردد على المتنزهات وتناول الطعام خارج البيوت".
 
وبدوره عمد نجم الشيخلي لتجميع أعضاء من بقي على قيد الحياة من فرقته الشعبية "تفرقنا.. لم يعد أحد يطلبنا أو يريدنا أن نعزف في مناسبة من المناسبات طيلة السنوات الخمس الماضية.. ومؤخرا شعرنا بأن الناس راحت تطلبنا وتحتفل بحفلات ختان الأولاد أو الأعراس أو التخرج من الجامعة".
المصدر : الجزيرة