تفشي الأمراض النفسية وسط العراقيين

وزير الصحة في حكومة
وزير الصحة في حكومة
أربيل-شمال عقراوي
 
أدت الأحداث الجارية في العراق إلى ازدياد المشكلات النفسية لدى المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة.
 
وأكد أطباء التقتهم الجزيرة نت، أن العراق سيواجه كارثة في المجال الصحي وخاصة المجال النفسي، إذا استمرت الأوضاع الحالية لفترة أخرى.
 
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية (WHO) بمكتب العراق إن اثنين من كل خمسة مواطنين يعانون مشكلات نفسية.
 
وأضافت نعيمة القصير في لقاء مع الجزيرة نت أن ثمة حاجة شديدة لبرامج دعم الصحة النفسية "وبدأنا كمنظمة في إقليم كردستان، ونسعى لتقديم الدعم في أنحاء العراق".
 
وأوضحت أن نتائج أولية لدراسة بمجال الصحة النفسية أعدها عراقيون -بدعم من منظمة الصحة- أظهرت أن اثنين من كل خمسة مواطنين لديهم أمراض أو مشاكل نفسية.
 
من جانبه أشار رئيس قسم الصحة النفسية بالمستشفى التعليمي في أربيل سيروان كامل إلى حدوث تغييرات كبيرة في المجتمع العراقي على صعيد الصحة النفسية بعد عام 2003، وتسجيل معدلات غير مسبوقة من الأمراض والمشاكل النفسية.
 
وأضاف للجزيرة نت أن نسبة 2 إلى 5 التي أشارت إليها الدراسة المدعومة من الصحة العالمية "معقولة" معربا عن اعتقاده أن الشباب من كلا الجنسين هم الفئة التي تعاني أكثر من غيرها لقلة خبراتهم الحياتية.

 
خطر المخدرات
وحذر كامل الذي سبق وعمل مديراً لمستشفى الرشاد للأمراض النفسية ببغداد، وترأس برنامج مكافحة المخدرات بوزارة الصحة العراقية للفترة 1999-2005، من ازدياد معدلات تعاطي العقاقير المهدئة والمخدرات.
 
وأشار إلى أن وجود المخدرات والاتجار بها في دول مجاورة يسهل إدخالها للعراق، والتدهور الأمني يسهل بدوره وصول تلك المواد للناس.
 
ورأى فاتح فائز الطبيب الذي ترك قبل فترة وجيزة عمله كرئيس للقسم النفسي بمستشفى الكاظمية ببغداد، وانتقل للعمل في كردستان العراق، أن نسبة 2 إلى 5 في إحصائية الصحة العالمية، غير دقيقة بالنظر لمجمل أنواع المشاكل النفسية التي يعاني منها السكان في العراق.
 
وأضاف للجزيرة نت أن الناس يشعرون بالإحباط تجاه الوضع وفقدوا إلى حد كبير الأمل "وإذا ما أخذنا مثل هذه المشاكل بالاعتبار فإن النسبة التقريبية يمكن أن تكون 4 إلى 5".
 
ورأى فائز أن العراقيين يعانون حالة الشدة بعد الصدمة والكآبة والاضطراب النفسي، وهو ما يدفع في أحيان كثيرة إلى استعمال المهدئات وتعاطي المخدرات والذي يؤدي إلى اضطراب في السلوك وهو ما ينجم عنه تخريب للمجتمع.
 طبيبة نفسية في كردستان العراق تحذر من المشاكل النفسية المتزايدة (الجزيرة نت) 
 طبيبة نفسية في كردستان العراق تحذر من المشاكل النفسية المتزايدة (الجزيرة نت) 
 
واعتبر أنه بسبب تشابه الأحداث وتكرارها صار الناس يعيشون حالة تشبه الخدر وهو ما يسمى بالخدر النفسي، وهي حالة مؤقتة قد تزول وبالتالي يمكن أن ينهار الإنسان في أي لحظة.
 
وتشتكي طبيبة  نفسانية تعمل في أربيل تدعى وان صليو من أنه "أينما اتجهت بنظرك في هذا البلد فسترى بشراً تظهر بوضوح على ملامحهم الكآبة واليأس".

 
انخفاض معدل العمر
وعلق وزير الصحة بكردستان العراق زريان عثمان في مؤتمر صحفي عقده مطلع مايو/أيارالجاري في أربيل على معدل الأعمار، فقال إن  معدل الأعمار في الصومال 40عاماً "ونحن أفضل قليلاً منهم من هذه الناحية، ومتأخرون كثيراً عن أوروبا حيث يعيش الرجال 83 عاما والنساء 87".
 
وأفادت إحصائية حديثة لوزارة الصحة بحكومة إقليم كردستان العراق -حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن معدل الأعمار بالإقليم هو 51 سنة للذكور و60 للإناث.
 
وتذكر الوزارة في إحصائيتها أيضا أن 27% من الوفيات تحدث نتيجة جلطة القلب والدماغ، و13% بسبب مرض السرطان بأنواعه.
 
وتفيد الإحصائيات الصحية بازدياد معدلات الإصابة بالأمراض العضوية أيضاً كالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطانات وغيرها.
المصدر : الجزيرة