شاكر العبسي.. حكاية لاجئ فلسطيني أسس فتح الإسلام

A militant of Fatah al-Islam (L), an Al-Qaeda-linked Palestinian splinter group, adjusts the microphone for the group's leader Shaker al-Abbsi during his press conference in the Palestinian refugee camp of Nahr al-Bard in north Lebanon, late 13 March 2007
الملف الأمني للعبسي بدأ في الظهور عام 2002 (الفرنسية-أرشيف) 

محمد النجار-عمان

ولد العبسي الذي يحمل لقب "أبو حسين" في مخيم عين السلطان القريب من أريحا عام 1955، حيث لجأ والده وأقاربه للمخيم من بلدة الدوايمة في محافظة الخليل، حالهم كحال عشرات الآلاف ممن شردتهم النكبة عام 1948 من قراهم ومدنهم ليتحولوا لاجئين في وطنهم وخارجه فيما بعد.

انتقل العبسي مع عائلته إلى مخيم الوحدات في العاصمة عمان بعد ذلك ليتابع دراسته إلى أن أنهى الثانوية العامة عام 1973، حيث قرر المغادرة لليبيا ليلتحق بصفوف الثورة الفلسطينية، حاله في ذلك الوقت حال الآلاف من أبناء جيله.

وحصل على شهادة الطيران بعد ذلك، وبقي ضمن معسكرات حركة فتح في ليبيا حتى العام 1983عندما انضم للمنشقين عن فتح، والتحق بحركة "فتح الانتفاضة"، ثم انتقل مع غالبية التنظيم الذي كان موجودا في ليبيا إلى سوريا التي بقي فيها حتى العام 2006.

لم تنجح محاولات العبسي للعودة إلى الأردن كما هو حال الآلاف من "الفدائيين" الذين عادوا من سوريا ولبنان نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وكان ضمن الذين رفضت عودتهم، وهو ما أجبره على البقاء في المنفى.

يقول ممثل حركة فتح الانتفاضة في الأردن إبراهيم عجوة إن ملامح تغيير بدأت بالظهور على العبسي بالتحول نحو التدين في عقد التسعينيات، لكنه تحول طبيعي لم يكن يظهر أن الرجل يتحول خلاله لمنهج إسلامي أيديولوجي.

ويضيف عجوة للجزيرة نت أن ملامح الفكر الإسلامي الأيديولوجي ظهرت على العبسي نهاية عقد التسعينيات وبدايات القرن الجديد.

الملف الأمني لشاكر العبسي بدأ بالظهور في العام 2002 عندما اعتقل في سوريا على خلفية أمنية وقضت محكمة ميدانية بسجنه ثلاث سنوات، وفي نفس العام كان العبسي يواجه تهما في الأردن بالضلوع في مخطط لاغتيال الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي الذي اغتيل عام 2002.

الأهمية في التهمة الأردنية للعبسي هي الربط بينه وبين أبو مصعب الزرقاوي الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق، إذ اتهم العبسي وفقا للائحة الاتهام تلك بأنه على علاقة مباشرة مع الزرقاوي ومطلوبين من تنظيم جند الشام المرتبط بالقاعدة، وحكم عليه بالإعدام غيابيا.

خرج العبسي من السجن السوري عام 2005 لينتقل إلى معسكر "حلوة" على الحدود مع البقاع اللبناني بالقرب من منطقة راشيا.


"
شاكر العبسي وأدبيات "فتح الإسلام" تؤشر إلى اقتراب في المنهج مع الفكر الذي تنهجه "القاعدة" وفقا لما هو منشور من أدبيات على مواقع معروفة بترويجها لفكر القاعدة على الإنترنت
"

خلافات عميقة
وتقول مصادر فلسطينية مطلعة للجزيرة نت إن خلافات عميقة ظهرت بين العبسي وقيادة فتح الانتفاضة، مما أدى بالرجل للانتقال إلى مخيم البداوي، حيث قاد انشقاقا ضد الحركة استولى خلاله على كافة قواعدها ومقارها في مخيمي البداوي ونهر البارد شمالي لبنان وبرج البراجنة قرب الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويربط مصدر فلسطيني فضل عدم الإشارة لاسمه في حديث للجزيرة نت بين الاعتقال السوري لقائد حركة فتح الانتفاضة أبو خالد العملة ونشوء تنظيم فتح الإسلام، ويلفت إلى أن فتح الإسلام استولى في مخيم نهر البارد تحديدا على مخازن الأسلحة التي كانت تابعة تاريخيا لحركة فتح "الأم" والتي كانت "الانتفاضة" استولت عليها بعد الانشقاق عام 1983.

وفيما تقدر أوساط إعلامية أتباع العبسي بنحو 250 شخصا عدد منهم من غير الفلسطينيين، يرى المصدر الفلسطيني ذاته أن العدد تزايد بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأن شاكر العبسي وأدبيات "فتح الإسلام" تؤشر إلى اقتراب في المنهج بينها وبين الفكر الذي تنهجه "القاعدة" وفقا لما هو منشور من أدبياتها على مواقع معروفة بترويجها لفكر القاعدة على الإنترنت.

ويؤكد الحاج أبو صالح العبسي –عم شاكر ومختار آل العبسي- والمقيم في مخيم الوحدات للاجئين في العاصمة عمان أن أخبار شاكر انقطعت عن ذويه منذ أن غادر الأردن قبل أكثر من ثلاثة عقود، غير أنه استغرب في حديث للجزيرة نت الربط بين مؤسس فتح الإسلام وتنظيم القاعدة والإرهاب.

ويقول "تهمة الإرهاب باتت اليوم تلصق بكل من يحمل الفكر الإسلامي"، وزاد "شاكر عاش حياته من أجل القضية الفلسطينية، فهو غادر عائلته منذ العام 1973 ليلتحق بالثورة ومن ثم درس الطيران ووصل لرتبة قائد فيلق".

ويلفت أبو صالح إلى أنه يعرف عن شاكر "سلوكه المستقيم وحرقته على فلسطين وقضيتها"، غير أنه لا يجد أي تفسير لما يحدث هذه الأيام من مواجهات بين المجموعة التي يقودها شاكر العبسي والجيش اللبناني.

المصدر : الجزيرة