سويسرا 2007.. عام تغيرات السياسة وأزمات الاقتصاد

AFPـWomen cast their ballots during the Federal Parliament elections 21 October 2007 at a polling station in Bulle. Swiss voters deliver their verdict on the country's politicians on today after a bitter electoral

فوز اليمين بالانتخابات العامة لم يضمن له السيطرة طويلا على صناعة القرار (الفرنسية-أرشيف)

تامر أبو العينين-برن

لن يكون سهلا على السويسريين نسيان عام 2007، فهو العام الذي عاشوا فيه ما يصفها المؤرخون "بأعنف حملة انتخابية في تاريخ سويسرا الحديث"، وشهد صراع اليمين المتشدد لإثبات سيطرته على الشارع السياسي، فكان له ذلك. إلا أن العام انتهى بمفاجأة لم تكن في الحسبان.

يمين مستفز
فقد استخدم حزب الشعب اليميني المتشدد في حملته الانتخابية شعارات التخويف من الأجانب والمسلمين، وساهم بعض أعضائه البرلمانيين في إطلاق مبادرتي حظر بناء المآذن وترحيل الأجانب المتهمين في جرائم عنف، واتخذ "حماية البيت السويسري" شعارا له لكسب تأييد شعبي واسع.

غير أن الأحزاب الأخرى تبارت على استقطاب الناخبين من خلال التركيز على المشكلات الحقيقية التي تعاني منها البلاد، مثل البطالة والتأمين الصحي والضمان الإجتماعي، وحاولت إيجاد حلول عملية لمسألة الأجانب والمسلمين عبر دمجهم في المجتمع السويسري.

تبلور التوتر الحاد بين اليمين واليسار في أعمال عنف تعرضت لها فعالية حزب الشعب يوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول بالعاصمة برن، حيث دمر المتظاهرون ساحة الاحتفال وحوصر موكب الحزب ومؤيدوه بعيدا عن وسط العاصمة.

الأحزاب اليسارية دعت لدمج الأجانب والمسلمين في المجتمع السويسري (الجزيرة نت-أرشيف)
الأحزاب اليسارية دعت لدمج الأجانب والمسلمين في المجتمع السويسري (الجزيرة نت-أرشيف)

ونجح حزب الشعب في الحصول على أكثر من 28% من أصوات الناخبين وحصد 68 مقعدا في البرلمان، في مقابل خسارة واضحة للوسط وارتفاع ملحوظ في نسبة النواب المنتمين لحزب الخضر، لتعيش سويسرا حالة فريدة من الاستقطاب السياسي بين أقصى قطبي اليمين واليسار.

غير أن اليمين المتشدد لم ينعم كثيرا بانتصاره، وبدلا من أن يتمكن من إحكام سيطرته على جدول أعمال البرلمان، فوجئ يوم 12 ديسمبر/ كانون الأول بسحب ثقة البرلمان من الوزير كريستوف بلوخر واستبداله بزميلته إيفيلين فيدمر شلومبف من نفس الحزب، ليخرج بلوخر من الحكومة والبرلمان ويلجأ اليمين إلى المعارضة رغم أنه صاحب أكبر كتلة برلمانية.

لم يتوقع أكثر المحللين تشاؤما هذه النتيجة، ويرى المراقبون أن الثقة الزائدة بالنفس التي خرج بها حزب الشعب على الرأي العام تحولت إلى "غرور أصاب صاحبه في مقتل".

عملة ضعيفة
اقتصاديا انخفض سعر صرف الدولار أمام الفرنك السويسري فتأرجح بين 1.26 و1.09 فرنك ليستقر في المتوسط عند نحو 1.16، في حين ارتفع سعر صرف اليورو إلى 1.67 فرنك، ما أثار مخاوف المراقبين من انعكاس ذلك على الساحة المصرفية السويسرية، إلا أن حركة الصادرات بددت تلك المخاوف، حيث ارتفعت لتحقق سويسرا فائضا تجاريا بقيمة 8.5 مليارات دولار.

غير أن اللطمة الكبرى كانت بوصول تبعات أزمة الرهن العقاري الأميركية إلى سويسرا، فخسرت شركة "سويس ري" للتأمينات التعويضية أكثر من مليار دولار، ثم تبعها مصرف "يو.بي.أس" بخسارة تفوق 10 مليارات دولار.

في المقابل نجحت سويسرا في ربط شمال القارة بجنوبها، بإفتتاح نفق لوتشبرغ تحت جبال الألب، كشريان جديد للمواصلات تسعى من خلاله البلاد إلى التخفيف من آثار الغازات الضارة للبيئة.

كما تشبثت بسياسة التسهيلات الضرائبية مع الشركات الأجنبية رغم محاولات الاتحاد الأوروبي إقناعها بقبول حلول وسط.

روجير فيدرر (الأوروبية-أرشيف)
روجير فيدرر (الأوروبية-أرشيف)

الطقس المتقلب زار سويسرا مطلع صيف هذا العام بعواصف وأمطار غزيرة وثلوج أدت إلى فيضانات وانهيارات أرضية وسيول تسببت في خسائر بعشرات الملايين من الدولارات.

وإذا كان بطل التنس روجيه فيدرر السويسري قد واصل حصد البطولات الدولية (12) ليكلل مسيرته الرياضية ويقترب من تحطيم الرقم القياسي الدولي المسجل باسم بيت سامبراس (14)، فقد فاجأت مواطنته بطلة التنس مارتينا هينغز الجمهور بإعلانها الاعتزال نهائيا بعدما أصبحت متهمة باحتمال تعاطيها المنشطات المحظورة، لتضع النجمة الشابة نهاية حياتها الرياضية وهي في أوج تألقها.

المصدر : الجزيرة