النازحون المنسيون في الصومال قضية تنتظر الحل

النازحون في الصومال

محمد طه البشير-مقديشو

النازحون في الصومال فصل آخر من فصول المعاناة في هذا البلد وشاهد على سنوات الحرب التي دمرت الإنسان قبل كل شيء وأحالت حياته إلى بؤس وخراب.

هنا وفي معسكر ساحة احتفال 21 أكتوبر وسط مقديشو يفتقد حوالي ثلاثة آلاف نازح أبسط مقومات الحياة حيث لا طعام ولاماء نظيف ولا مأوى غير خيمة من الجوالات القديمة ليغدو الحديث عن العلاج والتعليم وغيرها من الضرويات ضربا من ضروب الترف لا يجرؤ أحد حتى إلى التطلع إليه.

يقول ميري إبراهيم سياد (61 عاما) إنه يقيم في هذا المعسكر منذ 14 عاما بعد قدومه من قريته بلدوم في إقليم هيران جنوبي الصومال في غمرة اشتعال الحرب الأهلية وهو مذاك يعيش مرارة الحرمان من كل شيء.

أشار بيده إلى حيث الخيم المهترئة قائلا والحسرة تملؤه أنظروا هذه بيوتنا لا تقينا حرارة الشمس ولا زمهرير الشتاء ولا الأمطار، إنه لم يرقد في سرير قط لسنوات وإنما يفترش الأرض كما أوضح لنا.

undefined

ولا يوجد أطباء هنا والوسيلة الوحيدة المتاحة للعلاج هي قراءة آيات من القرآن الكريم، أما عن التعليم فلا يوجد سوى أستاذ واحد من المعسكر يعلم الأطفال أساسيات القراءة والكتابة.

وتقول خديحة عمر (40 عاما) إنها تعول سبعة أولاد ووالدهم المسن وإنها لم تجد ما تطعمهم به سوى قليل من الشاي ثم أرسلتهم يتسولون.

وغير خديجة وسياد كثيرون تحلقوا حولنا ربما حسبونا من منظمات الإغاثة وصاحت امرأة من بين الحشود "سئمنا من الوعود كل مرة يأتي لنا أناس هنا ويكتبون ثم لا يأتوننا بشئ.

غياب المجتمع الدولي
وبحق أين هي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والعربي بل وإين هيئات حقوق الإنسان أم أن هؤلاء لا يدخلون في دائرة اهتماماتها بعد أن عجزت القوى المحركة في أن تجد لها موطئ قدم بالصومال.

مدير إقليم شمال شرق أفريقيا بمنظمة الدعوة الإسلامية عقيل الفادني أوضح ردا على هذه الأسئلة أن منظمته تعمل في المناطق التي ضربتها المجاعة في أطراف الصومال أما مثل هذا المعسكر حسبما قال فإنه يقع داخل المدن وقاطنوه يتكسبون من العمل.

وأشار إلى أن معسكر ساحة احتفال 21 أكتوبر تهتم به الهيئات التابعة للأمم المتحدة والتي قال إن موادها كانت تنهب ويقتل ويخطف موظفوها أيام الحرب وهو ما أثر على أدائها.

ودافع الفادني عن المنظمات الإنسانية معتبرا أنها الوحيدة التي تعمل في الصومال في مجالات الإغاثة والصحة والتعليم في وقت غابت فيه مؤسسات الدولة.
ـــــــــــ
موفد الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة