ردود فعل لم تهدأ بعد استقبال مفتي لبنان لجعجع

مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني
مفتي لبنان أثار جدلا جديدا بالشارع اللبناني (الجزيرة نت)

بيروت-أوّاب المصري

 
"دار الفتوى لكل اللبنانيين ولكل المسلمين ولا يجوز أن تنحاز إلى فريق دون آخر". بهذا الموقف خرج الأعضاء السنة في اللقاء الوطني اللبناني المشكّل من رؤساء الحكومات السابقين والوزراء والنواب السنّة السابقين بعد اجتماعهم الأخير احتجاجا على استقبال مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع صبيحة عيد الفطر.
 
ردود الفعل التي أثارها استقبال المفتي قباني لجعجع لم تتوقف رغم مرور عشرة أيام عليها. بل إن حدة السجال تسير في اتجاه تصاعدي مجهول النتيجة. وكان طبيعياً أن يفرز هذا السجال انقساماً في الشارع السني بين مدافع عن المفتي لاستقباله جعجع وبين منتقد لذلك.
 
النائب عمار حوري العضو في كتلة تيار المستقبل اعتبر في تصريح خاص بالجزيرة نت أن "التعرض لمقام مفتي الجمهورية يشكل انتهاكا واضحا لمشاعر المسلمين"، واستغرب بأن من ينتقدون المفتي لاستقباله جعجع هم المنادون بقيام حكومة وحدة وطنية.
 
حملة منظمة
واعتبر حوري أن ما يتعرض له المفتي من انتقاد هو "جزء من حملة منظمة تستهدف النظام وتستهدف التركيبة السياسية بأكملها". ووصف الاتهام الموجه لمفتي الجمهورية بانحيازه لفريق دون آخر بأنه "كلام يفتقد إلى المضمون وإلى الدليل خاصة".
 

"
ولا ينحصر انتقاد مفتي الجمهورية لاستقباله سمير جعجع فحسب، بل سبقته انتقادات احتجاجا على تعيينه بالتكليف وليس بالانتخاب مفتٍ لمنطقة عكار الشمالية دون الرجوع إلى القيادات السياسية المعنية
"
ودافع حوري عن استقبال المفتي لمن أدين باغتيال الرئيس رشيد كرامي فقال "حين توافق اللبنانيون على اتفاق الطائف فهم بذلك أرادوا فتح صفحة جديدة ونسيان مرحلة الحرب الأليمة التي مرت باللبنانيين والتي شارك فيها الجميع دون استثناء".
 
في المقابل فسر الشيخ عبد الناصر جبري عميد كلية الدعوة الإسلامية دوافع انتقاد مفتي الجمهورية فقال "إن انتقادنا ليس محصورا باستقبال المفتي لجعجع، لكنه يمتد كذلك إلى شجاعة سمير جعجع الذي تجرأ ودخل إلى المنطقة التي سبق وأن قام بذبح أهلها خلال الحرب".
 
وأضاف جبري بأن ذوي الشهيد رشيد كرامي لم يسقطوا حقهم الشخصي عن جعجع الذي ثبت ضلوعه في اغتياله، وبالتالي فإن دم الرئيس رشيد كرامي لم يسقط حتى يتم استقبال قاتله من قبل مرجعية أهل السنة في لبنان.
 
وحول طيّ صفحة الماضي أجاب جبري "يكون ذلك حين يقدم جعجع اعتذارا لذوي الشهيد رشيد كرامي، لكن جعجع رفض الاعتذار، بل إنه وصف مؤخرا المذابح التي ارتكبتها مليشياته في مناطق عين الرمانة والشياح بأنها نوع من المقاومة".
 
وعن جدوى انتقاد مفتي الجمهورية أجاب جبري "نحن رفعنا الصوت لنمنع سماحة المفتي من الوقوع في سقطات أكبر من التي وقع بها، ونحن نطالب بتقويم المسار الذي تسير عليه دار الفتوى كي تنتقل من الدور الفئوي إلى الدور الوطني العام".
 
بين مدافع عن استقبال مفتي الجمهورية لسمير جعجع وبين معارض لها يعتبر الدكتور عماد الحوت عضو المجلس الشرعي الأعلى أن دار الفتوى يجب أن تظلّ بمنأى عن الانتقاد والتطاول بغضّ النظر عن شخص المفتي.
 
واعتبر الحوت بأن الظرف السياسي الذي يشهده لبنان يجعل أي تأجيج في أوساط الطائفة السنية يضعف الطائفة نفسها ويضعف معها معنى الوحدة الوطنية.
 
وانتقد سعي البعض لفتح بعض ملفات الحرب وقال "إذا أرادوا فتح ملفات الحرب فلتفتح كلها دون استثناء وهذا أمر نرفضه، ولكن لايجوز أن يتم انتقاء ملفات بعينها دون غيرها والتشهير بأصحابها".
 
ولا ينحصر انتقاد مفتي الجمهورية لاستقباله سمير جعجع فحسب، بل سبقته انتقادات جاءت احتجاجا على تعيينه بالتكليف وليس بالانتخاب مفتٍ لمنطقة عكار الشمالية دون الرجوع إلى القيادات السياسية المعنية، مما أثار غضبا واحتجاجا ربما وجد أصحابه باستقبال المفتي لجعجع فرصة للتنفيس عنه.
المصدر : الجزيرة