المرأة الأفغانية.. حقوق ضائعة وآمال مؤجلة

صحفيات أفغانيات في مجلة ملالي - الجزيرة نت
صحفيات أفغانيات في مجلة ملالي (الجزيرة نت)
 
كريم حسين نعمة-كابل
 
في الفترة التي أعقبت سقوط حكومة طالبان نهاية عام 2001 ركز الإعلام الغربي بشكل عام والأميركي خاصة على ما سماها قيود هذه الحكومة على المرأة الأفغانية وحرمانها من الانخراط في العمل، في محاولة منه للتبشير بعهد جديد تنال فيه هذه المرأة ما أسماها حريتها وتمارس حقوقها دون إكراه.
 
ولم يدم هذا الاهتمام التي حظيت به المرأة بعد سقوط طالبان طويلا، فقد استمر لعدة أشهر ثم تبخر كل شيء بعد أن ذهبت كل الوعود الوردية التي أطلقتها الحكومة الأفغانية أو المجتمع الدولي للنهوض بالواقع النسوي، بطي النسيان.
 
وتقر العديد من المثقفات والناشطات الأفغانيات بهذه الحقيقة، ويؤكدن أن المرأة تواجه الآن صعوبات أكثر مما كانت تواجهها أيام طالبان، فهي تتعرض لتهديدات بالقتل وتحرق مدارسها فضلا عن تزايد معدلات الانتحار من جراء الضغوط النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها.
 
وبهذا الصدد تؤكد الصحفية والناشطة الأفغانية المعروفة جميلة مجاهد للجزيرة نت أن عدد النساء اللواتي يخشين الخروج من منازلهن حاليا أكبر بكثير مما كان عليه الوضع أيام طالبان، لأن الوضع الأمني بذلك العهد أفضل بكثير من الوضع الحالي.
 
كما شكت جميلة مجاهد بمرارة من توقف الدعم الحكومي أو الدولي للمنظمات النسوية بأفغانستان، وتساءلت عن سبب تهرب الجهات التي تباكت على حقوق المرأة من الوفاء بوعودها في وقت كانت تستطيع فيه تخصيص مبلغ قنبلة واحدة من ثمن الأسلحة التي تستخدمها في الحرب لتمويل عمل العشرات من هذه المنظمات لفترات طويلة.
 
مجلة وإذاعة للمرأة

جميلة مجاهد شكت من توقف الدعم (الجزيرة نت)
جميلة مجاهد شكت من توقف الدعم (الجزيرة نت)

ورغم كل هذه المصاعب تؤكد جميلة مجاهد بأنها استطاعت خلال السنين الماضية من قطع أشواط طويلة في خدمة قضايا المرأة في بلدها، سواء من خلال عملها كصحفية أو ناشطة في حقوق الإنسان.

 
وقالت إنها أنشأت أول مجلة نسوية في الأول من فبراير/ شباط عام 2002 تسمى ملالي، وتهتم بالقضايا الخاصة بالمرأة مثل التعليم والصحة والاقتصاد وغيرها، مشيرة إلى أنها تستخدم فيها الكاريكاتير والصور بكثرة لمخاطبة النسوة غير المتعلمات بالمجتمع.
 
وتضيف جميلة مجاهد أنها أنشأت كذلك إذاعة خاصة بالمرأة مطلع عام 2003، كما تفكر في إنشاء تلفزيون خاص أيضا بالمرأة لكنها تواجه صعوبات مالية تمنعها من تحقيق هذا الحلم.
 
وقد اطلعت الجزيرة نت على مبنى إذاعة صوت المرأة الذي لم يكن يضم سوى غرفة واحدة متواضعة مقسمة إلى قسمين رئيسيين أحدهما لمهندس الصوت والآخر للمذيعات، وبجوارها غرفة أخرى تضم مكاتب مجلة ملالي.
 
المذيعتان مرضية رؤوفي وشبنم محمودي أكدتا أن الضغوط الأسرية التي تواجهها المرأة الأفغانية تعرقل تنفيذ العديد من البرامج الخاصة بالإذاعة، بسبب تعذر حضور الكثير من المدعوات لهذه البرامج.
 
إنجازات

مزاري صفا أشارت إلى انجازات تحققت للمرأة الأفغانية  (الجزيرة نت)
مزاري صفا أشارت إلى انجازات تحققت للمرأة الأفغانية  (الجزيرة نت)

وتقر مزاري صفا نائب وزيرة شؤون المرأة بأن هذه الضغوط الأسرية وتردي الوضع الأمني في البلاد، يجبر الكثير من النساء على التزام بيوتهن وعدم الخروج.

 
لكنها تشير إلى أن ذلك لا يمنع من القول إن العديد من النشاطات النسوية ما زالت قائمة، ولكن الإعلام لا يسلط الضوء عليها كما كان يفعل بعد سقوط طالبان.
 
وعند سؤالنا عن أبرز الإنجازات، أكدت المسؤولة الأفغانية أن الوزارة أسهمت في توفير المزيد من الفرص التعليمية للنساء وتوفير الوظائف لهن وإفساح المجال أمامهن للمشاركة في الحياة العامة وفي كافة الميادين السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
 
وأشارت مزاري صفا إلى أن من الإنجازات المهمة في هذا المجال وجود العديد من النساء كعضوات بالبرلمان، ووجود وزيرة بالحكومة.
المصدر : الجزيرة