تزايد قتلى الاعتقالات المجهولة يثير قلق العراقيين

f_Iraqis carry 11 July 2005 the coffin of a dead Iraqi, a member of a family who was shot dead in their

 
كثرت في الأيام القليلة الماضية أعداد من وجدوا مقتولين بعد أن اعتقلوا أو أخذهم عنوة من بيوتهم رجال يرتدون زي الحرس الوطني والشرطة العراقية, ما أثار مزيدا من الاحتقانات داخل الأوساط السياسية والشعبية في العراق.
 
فقد عثر على 11 جثة من بينهم إمام وخطيب مسجد مالك الملك في بغداد مقتولين ومعذبين في مستشفيات بغداد, وأكد ذووهم للجزيرة نت أن رجالا يلبسون ثياب الحرس الوطني والشرطة ولديهم سيارات تشبه تماما سيارات الشرطة والحرس أخذوهم من المنزل قبل عدة أيام, ثم انتهى بهم المطاف إلى القتل بعد تعذيب شديد.
 
وكان أكثر من عشرة عراقيين قتلوا كذلك عندما وضعوا بعد اعتقالهم في سيارة تابعة لوزارة الداخلية وتركوا قرابة 14 ساعة حتى فارقوا الحياة ولم ينج منهم إلا واحد. ولم تخرج هذه الحوادث من دون اتهامات، غير أنها غالبا تكون اتهامات مبطنة لا تحدد فئة بعينها.
 
فقد اتهم الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث سليمان الضاري من سماهم بـ"مليشيات حزب حاكم" بالوقوف وراء هذه العمليات التي قال عنها إنها ليست في مصلحة الوطن والوحدة بين فئات الشعب العراقي.
 
كما دعا رئيس ديوان الوقف السني عدنان محمد سلمان في حوار مع الجزيرة نت الحكومة العراقية و"القوات الأميركية المحتلة" للانتباه إلى هذا الأمر "الخطير", قائلا "إن الاستمرار في أعمال تطال أبناء السنة وأئمتهم وتأخذهم من بيوتهم ثم يوجدون مقتولين ستثير الفتنة الطائفية التي لا يريدها أحد".
 
undefinedغير أن الحكومة العراقية وعلى لسان عدة وزراء, إضافة إلى الناطق الرسمي باسم رئيس الحكومة ليث كبة نفت نفيا قاطعا أن تكون على صلة بهذه الحوادث, مشيرة إلى أن هناك من يريد إثارة الفتن من ورائها.
 
من جهته أكد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري أن "ما كان يعرف بفيلق بدر لم يعد له وجود عسكري, بل إن جميع كوادره انخرطت في العملية السياسية", ساخرا من جميع الاتهامات التي توجه إلى أعضاء بدر.
 
وحمل العامري الضاري "مسؤولية تصريحاته التي اتهمت صراحة منظمة بدر بالوقوف وراء العمليات". وقال "إن منظمة بدر لها حق الاحتفاظ بمقاضاة الضاري على تصريحاته في الوقت الذي تراه مناسبا".
 
اغتيالات
ومع ازدياد حالات الاعتقالات المجهولة والقتل الذي يقيد ضد مجهول, ازدادت كذلك أعداد الاغتيالات في صفوف بعض السياسيين الذين ينتمون غالبا للمجلس الأعلى ومنظمة بدر, بعد أن أعلنت جماعة تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين تشكيلها لما اصطلح على تسميته بفيلق عمر الذي قال تنظيم القاعدة في بيان له على الإنترنت إنه مخصص لمقاتلة أعضاء "فيلق بدر".
 
وقد تبنى التنظيم مقتل أكثر من عشرة قياديين في منظمة بدر مهددا بملاحقة كل من ينتمي إلى هذا التنظيم.
 
ورغم أن الجهة التي تتبنى صراحة اغتيال رموز منظمة بدر والمجلس الأعلى بدت مكشوفة أو متمثلة بتنظيم قاعدة الجهاد, فإن معظم الحوادث التي يتعرض لها ما يعرفون بأهل السنة بعد اعتقالهم ما تزال تقيد ضد مجهول وإن كان زعماء هذه الشريحة المهمة من العراقيين لا يخفون شكوكهم باحتمالية وجود ممارسات طائفية توجه أصابعها ضدهم, وإن كانوا غالبا لا يسمونها صراحة.
المصدر : الجزيرة