فيسبوك لن تخلو من المعلومات الكاذبة أبدا

Facebook COO Sheryl Sandberg testifies before a Senate Intelligence Committee hearing on foreign influence operations on social media platforms on Capitol Hill in Washington, U.S., September 5, 2018. REUTERS/Joshua Roberts
ساندبيرغ تدلي بشهادتها أمام لجنة الاستخبارات بالكونغرس أمس (رويترز)

القضاء على غالبية الآفات بـ فيسبوك لا يكفي، والقضاء عليها كلها مستحيل، ذلك لأن الشركة أوسع مما يمكنها أن تتحكم بنفسها وأكبر من استطاعتها إصلاح الذات، وعلى العالم أن يتقبل ذلك.

هذا ما قاله سيفا فيدهياناسان أستاذ الإعلام بجامعة فيرجينيا بمقال في صحيفة نيويورك تايمز عن جهود تلك الشركة للتوقف عن نشر وترويج الأخبار والمعلومات الكاذبة والمضللة.

وتناول شهادة أدلت بها كبيرة مديري التشغيل في الشركة شيريل ساندبيرغ أمام الكونغرس أمس كشفت فيها أن فيسبوك استطاعت أن تلغي 1.3 مليار حساب وهمي خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول ومارس/آذار الماضيين.

وتساءل الكاتب عن صدق ما ورد بـ "تقرير الشفافية" عن أن الصفحات المزوّرة به تتراوح ما بين 3 و4% دائما من مجموع المستخدمين شهريا، قائلا: كيف يمكن لـ 1.3 مليار حساب أن تساوي هذه النسبة فقط من 2.2 مليار مجموع مستخدمي فيسبوك الذين أعلن عنهم المدير التنفيذي في يوليو/تموز 2017 محتفيا بهذا الرقم كمؤشر على قوة منصته.

وأوضح أن السبب في عدم قدرة فيسبوك على التحرر تماما من المعلومات المزورة هو أن هذه المعلومات تُنشر بأسرع مما يمكن للشركة أن تتدخل وتلغي.

وقال فيدهياناسان إن الأهم ليس عدد الصراصير التي تقتل بل عدد ما يتبقى منها، وإذا كان 3% من 2.2 مليار يساوي 66 مليون مصدر لمعلومات محتمل أن تكون مزورة أو خطرة، فإن هذا الرقم كبير ومخيف مهما كانت نسبته.

ومضى بأن ما يجري بين فيسبوك والحسابات المزورة والكاذبة حرب آلة ضد آلة أخرى في سباق تسلح عبثي، إذ يجري خلالها بشكل عملي أن تقوم مجموعة من الآلات بإنشاء الحسابات المزورة، ثم تلغيها أخرى ملايين المرات كل شهر، فليس هناك مجموعة من البشر لديها من الوقت ما يمكنها من إنشاء ملايين الحسابات المزورة يدويا.

وعن تصوير ساندبيرغ الجهود للرد على "الأعداء المصممين والممولين جيدا" بأنها كبيرة، دعاها الكاتب للتواضع والاعتراف بأنهم لا يستطيعون القضاء على الآفات تماما، لأنه ومع 2.2 مليار حساب بأكثر من مئة لغة، فإن أي تزوير أو كذب مهما كان صغيرا سيثير زوبعة لأن من طبيعته أن ينتشر أكثر مما تنتشر المعلومات الصادقة.

واختتم مقاله بأن فيسبوك تبذل مجهودا كبيرا على القضايا الهامشية، داعيا إياها إلى الاهتمام بعدم انتقال معلومات المستخدمين إلى طرف ثالث وعدم نشر "البروباغاندا" التي تشعل العنف العرقي، وإلى عدم استضافة الهجمات على الانتخابات على نطاق العالم.  

المصدر : نيويورك تايمز