تايمز: فساد الصندوق السيادي الماليزي هو الأكبر بالعالم
وصفت صحيفة تايمز فضيحة الفساد المالي بالصندوق السيادي بـ ماليزيا بأنها أكبر فضيحة فساد في العالم، وأشارت إلى أن التحقيقات حول هذا الفساد تجري في ثلاث قارات.
وأوضحت أن هناك دعاوى في أميركا تزعم أن حوالي 4.5 مليارات دولار قد سرقت من الصندوق وأُنفقت في شراء أعمال فنية ومبان ومجوهرات ويخت مترف.
وقالت إنه عندما أنشأ رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق هذا الصندوق (ماليزيا ديفلوبمنت بيرهاد) في 2009 أوصاه ابنه الأكبر بصديقه في الدراسة ومستشاره لاو تايغ جهو، وفي 2015 تراكمت الديون على الصندوق لتبلغ أكثر من عشرة مليارات دولار، لكن بعض الشركات والأفراد المرتبطين بعمليات الصندوق أصبحوا على قدر كبير من الثراء. ونفى الجميع ارتكاب أي عمل غير قانوني.
الصديق اللاهي
واللافت أن جهو لاو الصديق اللاهي ظهر في الحياة الليلية لنيويورك بقوة حتى لقبوه بـ"الحوت" لتبذيره أمواله على الشمبانيا بالأندية الليلية للمشاهير مثل باريس هيلتون وليندساي لوهان.
وفي 2010 أنشأت الزوجة الثانية لابن عبد الرزاق شركة "ريد غرانايت بيكشرس" للإنتاج السينمائي بـ هوليوود والتي ازدهرت في السنوات الثلاث التالية بفيلمها "ذئب وول ستريت: وولف أوف وول ستريت" الذي أخرجه مارتن سكورسيس وقام بالبطولة فيه ليوناردو دي كابريو في قصة عن الشره للمال والإفراط.
وفي ماليزيا عثر المحققون على مبلغ 680 مليون دولار دفعت من الصندوق لحساب عبد الرزاق، الأمر الذي دفع النائب العام آنذاك لإصدار أمر قبض على رئيس الوزراء.
باسم التبرع للحزب
وعزل عبد الرزاق النائب العام مع وزراء تساءلوا عن دوره في الصندوق السيادي وعيّن نائبا عاما جديدا برأ ساحته سريعا قائلا إن هذا المبلغ عبارة عن تبرع للحزب لأغراض سياسية من أحد أفراد العائلة المالكة السعودية.
وفي مارس/آذار الماضي توصلت الشركة السينمائية لاتفاق مع الحكومة الأميركية لتسوية المزاعم حول الصندوق السيادي. وسُجل بموجب هذا الاتفاق أنها لم ترتكب خطأ قانونيا.
وجاء مهاتير
وقال رئيس الوزراء الماليزي الجديد مهاتير محمد إن حكومته ستعيد التحقيقات بعد أن أمر المسؤولين بالعودة للوثائق التي جُمعت في 2015. وقال مهاتير للتايمز إن النائب العام الذي عينه سلفه دمر مصداقيته وخبأ الدليل الذي يدين رئيس الوزراء السابق.
وستتعاون الحكومة الجديدة مع التحقيقات الأجنبية وتقيم تحقيقها الخاص، حيث اقتحمت الشرطة أمس مجمعا سكنيا بكوالالمبور يقطنه أقارب لعبد الرزاق، قائلة إنها تبحث عن وثائق تتصف بالحساسية ولم تكشف عما إذا كانت قد عثرت عليها.
أما الصديق اللاهي لاو فيُعتقد أنه يقوم حاليا بإدارة أعماله من الصين التي لا تربطها اتفاقية لتبادل المتهمين مع أميركا.