ترمب وابن سلمان.. ماذا يريد كلٌّ من الآخر؟

U.S. President Donald Trump and Saudi Deputy Crown Prince and Minister of Defense Mohammed bin Salman meet at the White House in Washington, U.S., March 14, 2017. REUTERS/Kevin Lamarque
ترمب ومحمد بن سلمان التقيا في أكثر من مناسبة (رويترز)
ما المتوقع من الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب؟ وماذا يريد الأخير منه؟ وما الذي تريده الرياض من واشنطن؟ وهل أصبحت السعودية مدفعا جيوسياسيا غير موجه؟
 
في هذا الإطار، تناولت صحف أميركية هذه الزيارة، حيث تقول مجلة نيوزويك في مقال تحليلي كتبه أوين دانييلز إن زيارة ولي العهد السعودي -التي بدأت اليوم الثلاثاء- إلى الولايات المتحدة، تشمل محطات مثل نيويورك وبوسطن وسان فرانسيسكو وسياتل وهيوستن.
 
وفي واشنطن، سيلتقي ابن سلمان الرئيس ترمب في البيت الأبيض، كما سيلتقي بأعضاء إدارة ترمب وأعضاء الكونغرس والقطاع الخاص.
 
وأما بشأن الجوانب الرئيسية المتوقعة من هذا الزيارة، فتقول نيوزويك إنها تشمل بحث إستراتيجية أميركية سعودية لمواجهة إيران، حيث ترغب إدارة ترمب في اتخاذ موقف أكثر حدة ضد التحديات التي تفرضها إيران على المصالح الأميركية والسعودية، وكذلك على الشرق الأوسط، وسط ما يعرب عنه ترمب من إحباط إزاء اتفاق النووي.
 
حرب اليمن
كما تشمل الزيارة بحث شأن الحرب في اليمن ودور الكونغرس الذي يمثل عقبة أمام السعودية في محاولتها تأمين المزيد من الدعم الأميركي لحملتها العسكرية على هذا البلد، إذ يعرب الكونغرس عن القلق من الخسائر البشرية في هذه الحرب.
 
ويبحث الجانبان الأميركي والسعودي رؤية 2030 والشراكات الأميركية المحتملة في هذا السياق، وهي الخطة الطموحة الهادفة إلى إصلاحات كبيرة للنسيج الاجتماعي والاقتصادي في السعودية.

وتقول المجلة إن مصالح الطاقة السعودية تعتبر أيضا شأنا محل بحث في هذه الزيارة، مضيفة أنه إلى جانب الجدل الذي تثيره الحملة على اليمن، فإن ما يثير مزيدا من الخلاف مع الكونغرس هو ما يتمثل في رغبة السعودية المعلنة في تطوير قدرة في مجال الطاقة النووية.

وتقول إنه لا يمكن للولايات المتحدة تصدير التكنولوجيا النووية إلى السعودية دون اتفاق واضح المعالم.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب شارك في الرقص بالسيف في قصر المربع بالرياض عند زيارته السعودية (الأوروبية)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب شارك في الرقص بالسيف في قصر المربع بالرياض عند زيارته السعودية (الأوروبية)
أزمة الخليج
وأما المحور الرئيسي الخامس المتوقع بحثه في هذه الزيارة، فتقول المجلة إنه يتمثل في محاولة كسر جمود أزمة الخليج الدبلوماسية الراهنة، مشيرة إلى أن مجلس التعاون الخليجي صار ممزقا في ظل ما يسمى الحصار الذي تفرضه على قطر ثلاث دول خليجية، هي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر.
 
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب روب سوبهاني يقول فيه إن ترمب يريد من ابن سلمان ثلاثة أشياء، وتتمثل في التركيز الكامل على اتباع قوة ناعمة ضد النظام الإيراني وإنهاء الحرب على اليمن ورفع الحصار على الحليف الأميركي المتمثل في قطر.

من جانبه، يرى موقع ستراتفور البحثي في تحليل مطول أن السعودية تتسوق من أجل صفقة نووي، وأنها تسعى لتطوير برنامج للطاقة النووية المدنية بسبب الحاجة إلى تنويع مزيج الطاقة بعيدا عن النفط.

لكن امتلاك دورة الوقود النووي سيفتح إمكانية استخدام الرياض قدراتها النووية الأكبر لتلبية متطلباتها الأمنية، بما في ذلك الدفاع عن نفسها ضد أكبر خصومها، المتمثل في إيران.

برنامج نووي
ويقول التحليل إن الولايات المتحدة ستوازن رغبتها في الحفاظ على نفوذها على السعودية، وذلك من خلال مساعدتها في تطوير برنامج نووي سلمي مدني، في مقابل مخاوفها بشأن الدوافع الأمينة للرياض.

ويضيف أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن السعودية ستنظر إلى قوى نووية أخرى -مثل روسيا– تكون قيودها على ملكية التخصيب أضعف من القيود الأميركية.

وأما مجلة ناشونال إنترست فنشرت مقالا للكاتب دوغ باندو يقول فيه إن السعودية أصبحت مدفعا جيوسياسيا غير موجه، ويشير إلى أن ابن سلمان يقوم بجولة في الغرب سعيا لشراء الأسلحة وتشجيع الاستثمار.

ويضيف أن ولي العهد السعودي مشغول بإثارة الفوضى على المستوى الدولي، وبمعاقبة الأعداء السياسيين محليا، وبتخفيف القيود الاجتماعية في الداخل، وبصقل صورته في الخارج.

ويقول الكاتب إنه بالرغم من تصاعد المعارضة للحرب على اليمن، ورغم التذمر من الطموحات النووية الإيرانية المفترضة، فإنه يبدو أن إدارة ترمب تسعى لبيع ابن سلمان مفاعلات نووية.

وفي مقاله يتحدث الكاتب بإسهاب عن الانتقادات التي تواجهها السعودية، ويقول إن الثورة الإيرانية وعملية الاستيلاء على المسجد الحرام في مكة عام 1979 يعتبران حدثين أديا إلى تحول الملكية في السعودية إلى ثيوقراطية في اتجاه استبدادي.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية