ما خطوط إسرائيل الحمر بسوريا؟
ومع استمرار الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، فإن القلق الملحوظ لا يتعلق باحتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وسوريا التي استُنزفت قواتها العسكرية بشكل كبير.
لكن نقاط التوتر الحقيقية تتمثل في إمكانية عمل إيران على تشكيل وجود عسكري دائم لها في سوريا، وفي احتمال نقلها أسلحة متطورة دقيقة التوجيه إلى حزب الله اللبناني، حيث يعتبر هذان الأمران خطين أحمرين بالنسبة لإسرائيل.
وماذا كانت تستهدف إسرائيل من وراء غاراتها؟ يجيب الكاتب أن تل أبيب استهدفت بغاراتها القوافل التي تحمل أسلحة متقدمة إلى حزب الله، واستهدفت أيضا مخازن الأسلحة المتقدمة ومنشآت تعود للحكومة السورية وقاعدة إيرانية تحت الإنشاء.
وأما موقف الحكومة الإسرائيلية من إقامة قواعد إيرانية دائمة في سوريا أو انتشار قوات إيرانية أو تابعة لحزب الله اللبناني على حدودها الشمالية أو نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني أو إقامة منشآت إنتاج أسلحة في لبنان؛ فكلها تعتبر خطوطا حمرا لا تقبل بها إسرائيل.
وتعتبر إسرائيل أن هذه الأمور جميعها تشكل تهديدا لها، وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية مرارا أنها ستتخذ إجراءات عسكرية ضد هذا التهديد.
ويحذر الكاتب من أن الحرب القادمة في هذا السياق ستكون أكبر بكثير وأكثر تدميرا من الصراع الذي جرى بين إسرائيل وحزب الله في 2006، فحزب الله لديه الآن جيش أكثر قدرة وترسانة أكبر من الصواريخ البعيدة المدى التي يمكنها أن تضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.
حرب جديدة
ويعرب الكاتب عن الخشية من اشتعال الحرب ومن طلب إسرائيل مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة في حال ضايقتها ضربات حزب الله الصاروخية، مما قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع كل من إيران وروسيا في سوريا.
وبينما لا يتطلع أي من الطرفين إلى شن حرب أخرى في الوقت الحاضر، فإن من المرجح أن تستمر الاشتباكات العسكرية بينهما، طالما بقيت إيران وحزب الله منتشرين في سوريا ويستفزان إسرائيل، وهو ما يزيد من احتمال نشوب حرب جديدة مدمرة بينهما، وتستعد له إسرائيل بشكل حثيث.