ما خطوط إسرائيل الحمر بسوريا؟

epa06511043 Remnants of an unidentified rocket that did not explode fell at the house of Sheikh Ismail Amasha in the town of Hasbaya, south Lebanon, near the Lebanese-Israeli-Syrian borders, 10 February 2018. According to reports, Israel conducted airstrikes on Syrian Arab Army and some of its allies' locations inside of Syria. According to the Israeli Defense Forces (IDF), an Israeli F-16 fighter jet crashed in northern Israel after it was shot by an antiaircraft missile from the Syrian Army. The jet was on a mission to hit Irani and Syrian locations after an Iranian drone entered the Israeli airspace. EPA-EFE/ZYAD SHOUFI BEST QUALITY AVAILABLE
صاروخ مجهول الهوية في بلدة حاصبيا جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل في العاشر من شباط/فبراير 2018 (الأوروبية)
تقول مجلة نيوزويك الأميركية على لسان الكاتب ريتشارد بافا الباحث في مؤسسة راند إن الاشتباكات الأخيرة بين إسرائيل من جهة والقوات الإيرانية والسورية من جهة أخرى قد حقنت تقلبات جديدة في منطقة الشرق الأوسط المتفجرة بالفعل، مما يزيد احتمالات سوء التقدير والعمل العسكري التصعيدي فيها.

ومع استمرار الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، فإن القلق الملحوظ لا يتعلق باحتمال نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وسوريا التي استُنزفت قواتها العسكرية بشكل كبير.

لكن نقاط التوتر الحقيقية تتمثل في إمكانية عمل إيران على تشكيل وجود عسكري دائم لها في سوريا، وفي احتمال نقلها أسلحة متطورة دقيقة التوجيه إلى حزب الله اللبناني، حيث يعتبر هذان الأمران خطين أحمرين بالنسبة لإسرائيل.

ويشير الكاتب إلى تفاصيل الاشتباكات الأخيرة وسقوط مقاتلة إسرائيلية من طراز أف 16، ويقول إن هذا التصادم الأخير بالرغم من أنه يشكل تصعيدا كبيرا في الصراع بين إسرائيل والقوات الإيرانية المنتشرة في سوريا، فإنه لم يكن الوحيد، إذ سبقته غارات إسرائيلية عدة على الأراضي السورية في السنوات الأخيرة.
أمنيون إسرائيليون يتفحصون حطام الطائرة أف 16 قرب قرية هاردوف بإسرائيل في 10 شباط/فبراير 2018 (رويترز)
أمنيون إسرائيليون يتفحصون حطام الطائرة أف 16 قرب قرية هاردوف بإسرائيل في 10 شباط/فبراير 2018 (رويترز)
سقوط أف 16
وماذا كانت تستهدف إسرائيل من وراء غاراتها؟ يجيب الكاتب أن تل أبيب استهدفت بغاراتها القوافل التي تحمل أسلحة متقدمة إلى حزب الله، واستهدفت أيضا مخازن الأسلحة المتقدمة ومنشآت تعود للحكومة السورية وقاعدة إيرانية تحت الإنشاء.

وأما موقف الحكومة الإسرائيلية من إقامة قواعد إيرانية دائمة في سوريا أو انتشار قوات إيرانية أو تابعة لحزب الله اللبناني على حدودها الشمالية أو نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني أو إقامة منشآت إنتاج أسلحة في لبنان؛ فكلها تعتبر خطوطا حمرا لا تقبل بها إسرائيل.

وتعتبر إسرائيل أن هذه الأمور جميعها تشكل تهديدا لها، وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية مرارا أنها ستتخذ إجراءات عسكرية ضد هذا التهديد.

ويحذر الكاتب من أن الحرب القادمة في هذا السياق ستكون أكبر بكثير وأكثر تدميرا من الصراع الذي جرى بين إسرائيل وحزب الله في 2006، فحزب الله لديه الآن جيش أكثر قدرة وترسانة أكبر من الصواريخ البعيدة المدى التي يمكنها أن تضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.

حرب جديدة
ويعرب الكاتب عن الخشية من اشتعال الحرب ومن طلب إسرائيل مساعدة عسكرية من الولايات المتحدة في حال ضايقتها ضربات حزب الله الصاروخية، مما قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع كل من إيران وروسيا في سوريا.

وبينما لا يتطلع أي من الطرفين إلى شن حرب أخرى في الوقت الحاضر، فإن من المرجح أن تستمر الاشتباكات العسكرية بينهما، طالما بقيت إيران وحزب الله منتشرين في سوريا ويستفزان إسرائيل، وهو ما يزيد من احتمال نشوب حرب جديدة مدمرة بينهما، وتستعد له إسرائيل بشكل حثيث.

المصدر : الجزيرة + نيوزويك