لاكروا تستبعد اعتراف الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين حاليا

Palestinian President Mahmoud Abbas (C) attend a meeting with EU foreign ministers in Brussels, Belgium, January 22, 2018. REUTERS/Olivier Hoslet/Pool
عباس يحضر اجتماعا مع وزراء الاتحاد الأوروبي (رويترز)

لا يمكن للرئيس محمود عباس -وهو العارف بالأوروبيين بحكم فترته الطويلة على رأس السلطة الفلسطينية– أن يتوقع ردا فوريا وصريحا من دول الاتحاد على طلبه "الاعتراف بسرعة بدولة فلسطين".

إذ إن عباس -البالغ من العمر 82 عاما، منها 13 عاما على رأس السلطة الفلسطينية- يدرك جيدا مدى الخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب صحيفة لاكروا الفرنسية.

وتشكك الكاتبة ميريان ميني بتقريرها للصحيفة في جاهزية الأوروبيين لملء الفراغ الذي خلفه استبعاد الفلسطينيين الوسيط الأميركي في عملية السلام، بعد قرار واشنطن نقل السفارة الأميركية إلى القدس بوصفها عاصمة إسرائيل.

وتلخص ميني الموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فيما أعلنه رؤساء الدبلوماسية في الدول الأعضاء بالاتحاد عام 2014، عندما قالوا إن "السبيل الوحيد لحل هذا النزاع هو من خلال الاتفاق الذي يضع حدا للاحتلال الذي بدأ في 1967، بما يحقق طموحات الأطراف المختلفة".

غير أن الكاتبة لفتت إلى تناقض أقوال الأوروبيين مع أفعالهم، ونقلت في هذا الإطار عن المحلل في المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية هيو لوفات قوله: "هناك فجوة واضحة بين ما يقوله الأوروبيون وما يفعلونه لتعزيز حل الدولتين"، بل إن الالتزام الملموس بهذا الحل يتوقف على السياسة الوطنية الخاصة بكل بلد على حدة.

ويبدو أن سلوفينيا ستحذو حذو السويد التي اعترفت عام 2014 بالدولة الفلسطينية وتعترف هي الأخرى بها، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

كما أن عددا من دول الاتحاد مستعدة لاتخاذ خطوة مماثلة، لكنها تفضل -بحسب لوفات- التصرف جماعيا لتجنب تكرار تجربة السويد، إذ إن علاقاتها مع إسرائيل أصبحت معقدة على إثر هذا القرار.

ولا ترى ميني أفقا لاعتراف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية في الوقت الحالي، خصوصا أن بعض دوله الأعضاء مقربة جدا من إسرائيل، كما هي حال اليونان التي تشترك مع إسرائيل في مشروع خط أنابيب الغاز من الساحل الإسرائيلي إلى إيطاليا عبر أراضيها وأراضي قبرص. وبالنسبة للدول الأخرى لا يبدو أن الوقت قد حان لاتخاذ مثل هذه الخطوة، ففرنسا مثلا -كما صرح بذلك رئيسها إيمانويل ماكرون– تتنظر "اللحظة المناسبة" لذلك.

لكن وفي غياب هذا الاعتراف، ثمة أصوات داخل الاتحاد الأوروبي تريد أن يبرم الاتحاد مع الفلسطينيين "اتفاقية شراكة"، تكون شراكة اقتصادية وسياسية متميزة أعربت فرنسا عن تأييدها لها، وقد تكون بديلا عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأقل في الوقت الحالي.

ويلفت لوفات إلى أن عباس لم يعلق كل آماله على الأوروبيين، إذ يدرك جيدا أنه لا فائدة من استبدال الهيمنة الأميركية بهيمنة أوروبية، ولذلك فهو ينتهج إستراتيجية تقوم على التعامل مع العديد من الشركاء بما في ذلك روسيا والصين، على حد تعبيره.

المصدر : الصحافة الفرنسية