ناشونال إنترست: "الربيع الفارسي" قد يكون كارثيا

المظاهرات الإيرانية
الاحتجاجات الإيرانية شملت أكثر من ثمانين مدينة في أنحاء البلاد (الصحافة الأميركية)
اهتمت مجلة ناشونال إنترست الأميركية بالمظاهرات التي شهدتها إيران احتجاجا على الفساد والغلاء وقمع الحريات وتدهور الاقتصاد والسياسة الخارجية، وذلك لدرجة أن المحتجين طالبوا بتنحي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي؛ وقالت إن أي "ربيع فارسي" قد يكون كارثيا.

 
ونشرت المجلة مقالا للكاتب جودت بهجت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الدفاع الوطني بالولايات المتحدة، قال فيه إن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أعلن بعد أسبوع من المظاهرات العنيفة في العديد من المدن والبلدات الإيرانية، أنه تم وأد "الفتنة" في مهدها.

 

وأضاف أن الأمر يستغرق بعض الوقت لفهم جذور هذا العنف بدقة، وفهم كيف سيؤثر على سياسات طهران المحلية والخارجية.

وقال إن الحماس الذي عبر عنه بعض المسؤولين ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج، يثير تساؤلين مهمين مترابطين: هل تغيير النظام في إيران مرغوب فيه؟ وما النهج "الصحيح" للتعامل مع طهران؟

طريق طويل
وأوضح الكاتب أن الفحص الدقيق للسياسة الإيرانية يشير إلى أن أمام الحكومة الإيرانية طريق طويل لما يتعين عليها أن تحققه، لتلبية التطلعات والاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعب الإيراني الذي يشكل الشباب الشريحة الأوسع منه.

 

وقال إن هذه التطلعات والاحتياجات تشمل معالجة البطالة والمساواة بين الجنسين والشفافية ومعالجة الفساد والتلوث وغيرها، وإن الطريقة "الصحيحة" للتصدي لهذه التحديات تتمثل بالإصلاح التدريجي للنظام، وليس تغيير النظام.

 
وأضاف أن التجارب لتغيير النظام في الشرق الأوسط على النطاق الواسع ليست مشجعة، ومثال هذا ما تشهده دول مثل مصر والعراق وليبيا وسوريا واليمن.

وأشار إلى أن تغييرالنظام يعني زعزعة الاستقرار، وأن إيران في حالة عدم الاستقرار من شأنها أن تكون كارثية وأن تشكل تهديدا للمصالح العالمية الرئيسية.

 
وتحدث الكاتب بإسهاب عن تعقيدات الدور الإقليمي لإيران في الشرق الأوسط، وعن نفوذها في المنطقة، وعن التداعيات الكارثية لأي "ربيع فارسي".

 
وأضاف أن تغيير النظام في إيران لن يؤثر على طموحات البلاد المتعلقة بالبرنامج النووي، وذلك بوصفه يمثل مشروعا وطنيا، وأن أي نظام جديد في طهران سيصر على الحفاظ على هذا التطور والبناء عليه.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية