نيويورك تايمز: هل ترمب مجنون؟

blogs- trumpp
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

تساءلت افتتاحية لنيويورك تايمز عن أهلية ترمب العقلية وما إذا كان لائقا لرئاسة الولايات المتحدة. وترى الصحيفة أن السؤال مفهوم وخارج الموضوع أيضا.

وأوضحت أن السؤال مفهوم لأن سلوك ترمب في منصبه، الذي يتسم بالتهور والغرابة والخداع والصبيانية والفظاظة، مقلق للغاية ويحتاج إلى تفسير أعمق يستوعبه الشعب الأميركي لما يتوقعونه من رئيسهم التنفيذي.

وهو خارج الموضوع ليس لأن القدرة العقلية للرئيس غير مهمة, ولا لأن الأميركيين ينبغي أن يقبلوا دون نقاش مزاعم قادتهم عن استقرارهم العقلي، إضافة إلى عبقريتهم. بل لا يحتاج الأمر إلى درجة في الطب أو تشخيص نفسي ليبين لهم ما يعيب ترمب. فالأمر واضح لكل من يستمع إليه وهو يتكلم ويقرأ تغريداته ويرى آثار سلوكه على الرئاسة والأمة ومؤسساتها وعلى أمن النظام العالمي.

لا ينبغي على الرؤساء أن يتهموا قادة الدول المعادية بألقاب مهينة وأن يفتخروا بحجم زرهم النووي، ولا ينبغي لهم أن يغردوا بنشر فيديوهات تصورهم وهم يهاجمون بعنف خصومهم السياسيين

وعلقت الصحيفة بأنه لا ينبغي على الرؤساء، على سبيل المثال، أن يتهموا قادة الدول المعادية بألقاب مهينة وأن يفتخروا بحجم "زرهم النووي"، ولا ينبغي لهم أن يغردوا بنشر فيديوهات تصورهم وهم يهاجمون بعنف خصومهم السياسيين. كما لا ينبغي لهم إقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي لعرقلة التحقيق في التواطؤ المحتمل لحملتهم مع حكومة أجنبية لترجيح كفة الانتخابات لمصلحتهم. وبطبيعة الحال لا ينبغي لهم أن يضعوا أنفسهم في موقف يضطرون معه للتحدث إلى الصحفيين ليصروا على أنهم مستقرون عقليا.

واعتبرت الصحيفة أن هذا السلوك قد يكون أو لا يكون دليلا على اضطرابات كامنة، ولا يمكن تأكيد ذلك لأن الرئيس لم يخضع لتقييم لصحته العقلية. وأردفت بأنه حتى لو شخّص سلوكه على أنه مرض فلن يزيد هذا الأمر شيئا فيما هو معروف عنه بالفعل، ومع ذلك فإن الكثير من الناس المصابين باضطرابات عقلية أو إعاقات يقومون بوظيفتهم في المجتمع بكفاءة عالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن آراء العديد من الأطباء النفسيين والسياسيين نشرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي حول شخصية ترمب خلصت إلى أن ترمب يمثل خطرا جسيما وفوريا على أمن أميركا والعالم.

وتساءلت الصحيفة عن الطريقة الصحيحة للتعامل مع عدم لياقة ترمب العقلية، دون اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين من الدستور الخاص بهذه الحالة والذي يسمح بالإعفاء المؤقت للرئيس غير القادر على أداء عمله. والإقالة كنهج أكثر مباشرة وملاءمة إذا ارتفعت تصرفات ترمب إلى مستوى الجرائم الكبيرة أو الجنح.

وختمت بأن الحل الأفضل هو الأبسط، ويتلخص في التصويت وتنظيم الآخرين للتسجيل والتصويت. وإذا كان الشخص يعتقد أن دونالد ترمب يمثل خطرا على البلاد والعالم، فيمكن أن يتخذ ضده إجراء يكبح جماح سلطته. وفي نوفمبر/تشرين الثاني القادم يمكن للناخب أن يساعد في انتخاب أعضاء الكونغرس الذين سيحاربون سلوك ترمب الأكثر خطورة. وإذا فشل كل هذا، فهنالك دائما انتخابات 2020.

المصدر : نيويورك تايمز