مليون عامل أوروبي ماهر يريدون مغادرة بريطانيا

LONDON, ENGLAND - FEBRUARY 20: Protesters and migrant workers wave flags as they demonstrate outside Parliament on February 20, 2017 in London, England. A day of action in support of migrant workers and EU citizens is held today to highlight their contribution to the UK economy and to call on the government to guarantee their right to remain in the UK after brexit. Peers in the House of Lords are to begin debating the brexit bill which will pave the way for the UK to le
جانب من مظاهرة سابقة أمام البرلمان بلندن رفع المشاركون فيها أعلام دول أوروبية دعما لرعايا الاتحاد والمهاجرين الأوروبيين (غيتي)

تناولت صحيفتان لندنيتان في عددهما اليوم الأحد التبعات المرتقبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حول ما يتعلق برحيل العمالة الأوروبية الماهرة من البلاد. والأغرب من ذلك رغبة عدد كبير من البريطانيين في الهجرة إلى خارج وطنهم بحثا عن أوضاع أفضل.

فقد كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "ذي أوبزيرفر" أن نحو مليون من رعايا الدول الأوروبية العاملين في بريطانيا -ومعظمهم من الشباب ذوي المؤهلات العالية وأكثرهم ممن تسعى الشركات لتوظيفهم- ينوون المغادرة، أو أنهم قرروا بالفعل الرحيل، في ضوء الخروج المقرر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف اختصارا باسم (بريكست).

وذكرت الصحيفة أن الاستطلاع الذي أجرته شركة الخدمات المهنية "كي.بي.أم.جي" وشمل ألفي عامل من رعايا دول الاتحاد، أظهر أن 55% منهم من حملة درجة الدكتوراه و49% من الحاصلين منهم على دراسات عليا، وأنهم يعتزمون مغادرة بريطانيا أو يفكرون جديا في ذلك.

وبحسب تقديرات "كي.بي.أم.جي" فإن 3.1% من العمالة الأوروبية -أي ما يقدر بنحو مليون شخص تقريبا- يعتقدون أن مستقبلهم في بريطانيا قد انتهى أو أنه في مهب الريح.

أما الدوافع الرئيسية وراء ذلك فتكمن في أن المستطلعة آراؤهم يشعرون بأنهم "لن يؤبه بهم كثيرا ولن يحظوا بتقدير" بعد البريكست، وأن المملكة المتحدة "لم تعد ذلك المكان الذي اجتذبهم"، وأنهم من "المؤيدين لأوروبا" موحدة "وضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

كما أجرت الشركة نفسها مسحا -ستنشر نتائجه الأسبوع الجاري- لألف شخص في عشر من دول الاتحاد الأوروبي التي تعد المصادر الرئيسية لتزويد المملكة المتحدة بالعمالة. ومع أن هؤلاء ما زالوا يضعون بريطانيا من بين أكثر دول الاتحاد التي يرغبون بالعمل فيها (بعد ألمانيا والسويد وقبل الدانمارك وهولندا)، فإن 49% منهم يعتقدون أنها لم تعد تلك الوجهة المحببة لديهم كما كانت قبل الاستفتاء على البريكست في يونيو/حزيران 2016.

ورأت ذي أوبزيرفر أن تلك النتائج ستعزز المخاوف من هجرة كبيرة للعقول، وتشي بأن خسارة بريطانيا لتلك المواهب ستضرب بشدة قطاعات مهمة، خصوصا قطاع تقنية المعلومات.

بدورها، أفادت صحيفة "ذي إندبندنت" أن أكثر من مئة ألف مواطن بريطاني هاجروا بالفعل لأسباب متنوعة منذ استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي بحثا عن حياة جديدة بعيدا عن وطنهم.

وقالت الصحيفة إن البريطانيين غمروها برسائل أعربوا فيها عن رغبتهم في الرحيل عن البلاد، وذلك عقب نشرها تقريرا عن "فرار المواطنين الأوروبيين من بريطانيا".

ففي إحدى الرسائل كتب مواطن يُدعى كليف جيمس (44 عاما) يقول "بين عشية وضحاها، أحسست أن البلد رجعت إلى العصور الوسطى من الجهل والكراهية.. فكرت في البقاء ومغالبة فكرة الهجرة، لكنني شعرت بأني مغلوب على أمري".

المصدر : إندبندنت + غارديان