غارديان: التمسك بالدين لا يصنع الإرهاب بل يصنعه التهميش

BRADFORD, ENGLAND - JUNE 05: British Prime Minister Theresa May addresses supporters at The Provident Stadium as the Conservative election campaign resumes on June 5, 2017 in Bradford, England. The political parties have resumed campaigning after the weekend's terror attacks in the London Bridge and Borough areas of Central London. Theresa May has been campaigning in London, Scotland and West Yorkshire today. (Photo by Christopher Furlong/Getty Images)
رئيسة الوزراء البريطانية تواصل حملتها الانتخابية وسط أنصارها في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها لندن (غيتي إمجيز)
تناولت صحيفة ذي غارديان البريطانية الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها أوروبا والولايات المتحدة، وقالت إن التمسك بالدين لا يصنع إرهابا، بل إن ما يصنعه هو الجريمة والإقصاء الذي تعاني منه الأقليات الإسلامية.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة زي فارين بيرفيز أشارت فيه إلى أنها أمضت سنوات في إجراء أبحاث في مجتمعات المسلمين المتدينين، وقالت إن تركيز رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على الأيديولوجيا لمعالجة الإرهاب إنما يأتي بنتائج عكسية.

وأضافت الكاتبة بيرفيز -وهي الأستاذة المساعدة في جامعة مساشوسيتس- أن ماي في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها بلادها الأسبوع الماضي اقترحت توجها جديدا في مكافحة الإرهاب، وأنها أكدت على أن الأمور تحتاج إلى تغيير وأنها أشارت إلى مشاكل المجتمعات المنعزلة وإلى التسامح الزائد عن حده مع "التطرف الإسلامي".

وأشارت الكاتبة إلى أنه ليس من الواضح من تعليقات ماي ما هي التغيرات المتوقعة باستثناء فرض سيطرة أكبر على شبكة الإنترنت وزيادة أكبر في أحكام السجن.

معاناة المسلمات
وأوضحت أن الافتراض بارتباط الممارسات ونمط الحياة عند المسلمين بالإرهاب هو افتراض خاطئ، فإذا اعتبرنا أن الطقوس الدينية الشائعة لدى المسلمين كالصلاة اليومية وإطالة اللحى وصوم رمضان على أنها تثير القلق، فهذا يعني أن كل المسلمين يصبحون مشتبها بهم.

وأضافت أن سبب التطرف ربما يعود إلى ارتفاع معدل البطالة في الأوساط الإسلامية كما هو الحال في جنوب شرقي فرنسا، حيث تبلغ نسبة البطالة بين الشباب المسلم نحو 40%.

وأضافت أن النساء المسلمات يعشن هناك منفصلات، ولكن انعزالهن عن المجتمع الأكبر ليس بالضرورة من اختيارهن.

وأشارت إلى أن النساء المسلمات في فرنسا يعانين أثناء تواجدهن في الأماكن العامة وجراء التمييز الشديد ضدهن في أماكن العمل وإزاء أسمائهن الإسلامية ولباسهن الديني. وأضافت أن الأبحاث في بريطانيا تكشف عن نفس هذه الاتجاهات.

وأضافت إلى أن التعاليم الإسلامية تنهى المؤمنين بها عن التعامل مع المخدرات، وهي بالتالي تحميهم من شر الوقوع في براثنها التي تؤدي بهم إلى السجون في نهاية المطاف.

وأوضحت أن الالتزام الديني ليس له علاقة بالإرهاب ولا يؤدي إليه، لكن الإقصاء الاجتماعي والتهميش الاقتصادي هو الذي قد يؤدي إلى التطرف.

وقالت إن باحثين أشاروا إلى أن معظم الذين شنوا هجمات في أوروبا والولايات المتحدة تحولوا إلى الإرهاب بعد سنوات من السلوك الإجرامي أو الجنوح والعنف المنزلي، وأنهم لم يكونوا مسلمين أتقياء برغم ممارستهم لمشاعرهم الدينية.

وأضافت أنه لا يمكننا إنكار حقيقة أن بعض القادة المسلمين البارزين لعبوا دورا في التحريض على العنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك كما هو ملاحظ في أوروبا.

ودعت الكاتبة إلى ضرورة  العمل الجماعي على دمج أبناء الأقليات في القطاعات الاقتصادية والسياسية.

المصدر : الجزيرة + غارديان