هل خان ترمب العالم بانسحابه من اتفاقية المناخ؟

Green lights are projected at the Angel of Independence monument in support in the Paris Climate Agreement, after U.S. President Donald Trump announced his decision that the United States will withdraw from the Paris Agreement in Mexico City, Mexico June 1, 2017. REUTERS/Carlos Jasso
إسقاط الضوء الأخضر على نصب ملاك الاستقلال بباريس دعما لاتفاقية المناخ عقب إعلان الرئيس دونالد ترمب انسحاب بلاده منها (رويترز)
تناولت صحف أميركية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ بالنقد والتحليل، وأشار بعضها إلى أن ترمب بخطوته هذه يكون قد خان العالم وأدار ظهره له غير آبه وتسبب في عزلة الولايات المتحدة.

فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها إلى أن دراسة نشرتها مجلة نيتشر الاثنين الماضي كشفت أن تأثيرات الانحباس الحراري على المدن الرئيسية في العالم قد تكون مدمرة أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت أن الحرارة في بعض المدن قد تزيد بنسبة 14.4 درجة مئوية في المتوسط بحلول نهاية القرن الحالي، الأمر الذي يتسبب في انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 10.9% في ظل انخفاض عدد العاملين في الهواء، ووسط انخفاض نوعية الهواء والماء، وأنه ستكون هناك حاجة لمزيد من الطاقة لتبريد المباني.

وقالت إن الرئيس ترمب بإعلانه أمس عن انسحاب بلاد من اتفاقية باريس للمناخ يكون قد وجه ضربة للجهود الرامية إلى إبطاء التغير المناخي في العالم.

وأضافت أن ترمب يكون بهذه الخطوة قد انضم إلى سوريا ونيكاراغوا اللتين لم توقعا على اتفاقية المناخ من الأصل، ويكون قد وجه ضربة أخرى للقيادة الأميركية بحد ذاتها التي عملت على تعزيز السلام والازدهار خلال العقود السبعة الماضية.

undefined

أنانية ترمب
وقالت إن قرار ترمب هذا إنما ينمّ عن الأنانية وحبّ الذات وانعدام الأمن وقصر النظر.

وفي السياق ذاته، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب تود سترين قال فيه إن ترمب بإعلانه عن انسحاب بلاده من اتفاقية المناخ إنما يكون قد خان العالم، وإنه لجدير بالعالم الآن أن يرد على هذه الخطوة.

وأوضح الكاتب أن ترمب أراد من وراء هذه الخطوة الوفاء بوعوده الانتخابية التي سبق أن قطعها على نفسه، وذلك على خلاف إرادة غالبية الأميركيين المتمثلة في رغبتهم ببقاء بلادهم عضوا في اتفاقية المناخ.

من جانبها وصفت صحيفة نيويورك تايمز الانسحاب الأميركي من اتفاق باريس بالمخزي، وقالت في افتتاحيتها إن الأجيال القادمة فقط هي التي يمكنها أن تحسب العواقب الكاملة لنهج الرئيس ترمب في هذا السياق.

وأوضحت أن الأجيال القادمة هي التي ستعاني جراء ارتفاع منسوب مياه البحار وإزاء حالات الجفاف الشديدة التي يقول العلماء إنه لا مفر منها، وذلك ما لم يقم العالم بتخفيض انبعاثات الوقود الأحفوري.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية