إمام مسجد ببريطانيا: "الإرهاب" يهدف لخلق الانقسام الاجتماعي
قال أحد أئمة المساجد ببريطانيا إن جميع العمليات "الإرهابية" تهدف إلى خلق الانقسامات في المجتمع وإثارة الكراهية وزرع عدم الثقة والخوف والغضب وإثارة المزيد من التمييز ضد المسلمين، "وقد نجحوا في الأخيرة إلى حد ما".
وأورد كبير أئمة مسجد مكة بمدينة ليدز البريطانية قاري عاصم إن "مذبحة" مانشستر أشعرته بالقلق، وأن منفذها سلمان عبيدي يتمتع باسم إسلامي، لكن "اعتداءه الشرير لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، مثلما لا يمثل قاتل نائبة البرلمان البريطاني جو كوكس العام الماضي مواطني يوركشاير".
وذكر أن العبيدي لا يتقي الله ولا يحترم الإنسانية، "لأن قتل البريء من الكبائر في الإسلام"، وأعلن أن أئمة المساجد في جميع أنحاء بريطانيا سيكرسون خطبة الجمعة من أجل السلام والتضامن ومحاربة "التطرف".
وأشار إلى أن المسلمين أنفسهم لم ينجوا من اعتداءات "المتطرفين"، قائلا إن بعض المساجد هُوجمت وبعض الناس تعرضوا لإساءات شفهية وبُصق عليهم في الطرقات من قبل الذين لا يريدون للمسلمين البريطانيين أن يشعروا بأنهم في بلادهم.
الوحدة والتضامن
وأكد أنه قد حان الوقت أكثر من أي يوم مضى لأن يظهر جميع أفراد المجتمع البريطاني أنهم متحدون ومتضامنون ويساعدون بعضهم بعضا في السراء والضراء.
ودعا المسلمين ببريطانيا إلى تعريف أبنائهم معنى أن يكون الشخص مسلما بريطانيا في القرن الـ21، وتأكيد أنه لا يوجد تناقض بين أن يكون الشخص مسلما وبريطانيا، وبين التمسك بالإيمان وقيم التسامح والمساواة والحريات المدنية وحكم القانون.
وتعهد بالاستمرار في تحدي التطرف عبر التعليم والمشاركة وتمكين الشباب الذين ربما يتعرضون لإغراء التطرف.
الاندماج
كما أوضح أن الاندماج بين جميع فئات البريطانيين بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم يجب أن يبدأ بالشعور بالمساواة في المواطنة، وبالدولة التي يتشارك فيها الجميع ويشعرون بأن لهم فيها مصالح.
وأضاف أن الاكتفاء بتحليل وفحص أيديولوجية تنظيم الدولة لا يكفي، كما أن الاكتفاء بدعوة الناس بألا يصبحوا "متطرفين" أمر سلبي، والمطلوب هو الدعوة الإيجابية للعمل والارتباط الواضح بالهوية المشتركة والإحساس بالانتماء، مشيرا إلى أنهم -كمسلمين- ملتزمون بالاستمرار في إدانة الأعمال "الإرهابية" والابتعاد عنها.
وأوضح أيضا أن أفكار تنظيم الدولة تتعارض تماما مع القيم البريطانية، قائلا إنهم يقولون إن المسلمين وغير المسلمين لا يستطيعون العيش بسلام معا في مجتمع مثل بريطانيا، ولديهم كثير من المحظورات على المسلمين مثل المشاركة في الانتخابات.