وول ستريت جورنال: الاحتجاجات بإيران ضد النظام ومغامراته الإمبراطورية

afp : Men holds up placards featuring a photo of mass protests in front of the Azadi Monument in Tehran during a rally to demand the release of political prisoners in Iran as
إيرانيون بطهران في احتجاجات سابقة يطالبون بالإفراج عن معتقلين سياسيين (الفرنسية)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الاحتجاجات بإيران التي بدأت بمدينة مشهد وانتشرت بسرعة للمدن والبلدات الأخرى خلال اليومين الماضيين، كانت ضد النظام ومغامراته الخارجية خاصة.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أن هذه الاحتجاجات التي بدأت في ثاني أكبر مدينة سكانا بدأت بشعارات ترفض ارتفاع الأسعار والفساد والبطالة، ثم تطورت لتصبح ضد المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.

وكان المحتجون في مشهد يهتفون بـ"لا للدكتاتور" و"لا غزة ولا لبنان أرواحنا موهوبة لإيران"، وفي كرمنشاه الكردية قالوا "انسوا سوريا، فكروا بأوضاعنا".

بطالة واسعة
كان حكام إيران قد وعدوا بأن يعيدوا بناء البلاد ويستأنفوا نمو الاقتصاد وتحسين أوضاع الناس بإبرام الاتفاق النووي في 2015، ورغم أن الاقتصاد بدأ ينمو بالفعل آنذاك، فإن هذا النمو لم يؤثر على نسب البطالة وسط الشباب التي لا تزال حتى اليوم تزيد عن 40%.

والنمو المحدود للاقتصاد الإيراني تم بسبب الاستثمارات الخارجية لتطوير قطاع الطاقة والذي لا يستفيد منه أغلب المواطنين.

يُذكر أن مؤسسة قوات الحرس الثوري الإيرانية، ذراع النظام العسكرية، منهمكة بقوة في النشاط الاقتصادي وتستخدم العوائد المالية من هذا النشاط لتمويل عملياتها العسكرية وللإنفاق على الحياة المترفة لمسؤوليها.

الإمبريالية الدينية
ومضت وول ستريت جورنال تقول إن الإيرانيين محبطون من تصرف الملالي في ثروات وطنية كبيرة لبناء نسخة شيعية للإمبراطورية الفارسية للهيمنة على الشرق الأوسط. وقالت إن الإمبريالية الدينية مكلفة مثل تطوير الصواريخ البالستية.

وأضافت أن النظام قلق تماما من الاحتجاجات إلى الحد الذي أصبح يلقي بمسؤوليتها على الخارج ويرسل في الوقت نفسه قوات الباسيج لاعتقال المحتجين، لكن لقطات الفيديوهات من طهران تظهر المحتجين وهم جلوس على الأرض في تحد للشرطة التي تقف أمامهم.

وخاطبت الصحيفة الإيرانيين قائلة إن العالم يؤيد مطالبهم في الحرية، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما خذلهم بالكف عن دعمهم وشوّه سمعة أميركا خلال احتجاجاتهم في 2009 للتقرب من النظام. ودعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعدم تكرار خطأ أوباما.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أدانت أمس الاعتقالات التي نفذها النظام بحق المحتجين، قائلة إن قادة إيران حوّلوا بلادا غنية بالموارد والتاريخ والثقافة إلى دولة ناضبة الموارد ومارقة وتتشكل صادراتها الرئيسية من العنف وإسالة الدماء ونشر الفوضى.

المصدر : وول ستريت جورنال