غارديان: دحر تنظيم الدولة يستدعي إعطاء أمل للشباب

أسباب ذاتية تدفع شباب تونس للانخراط في تنظيم الدولة

في مقاله بصحيفة غارديان قال الكاتب الصحفي الفلسطيني داود قطب إن أحد العوامل المهمة التي غالبا ما يغفلها الكثيرون في الصراع العالمي ضد تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من المتطرفين الدينيين هو التأثير النفسي للنصر والهزيمة.

وأشار قطب -وهو أستاذ سابق في قسم الصحافة بجامعة برينستون الأميركية- إلى أن أيديولوجية تنظيم الدولة تغري الشباب المسلمين والعرب الأغرّاء بأن يجدوا في "الخلافة الموعودة" الأمل في النصر والطمأنة الزائفة بعودة العصر الذهبي المفقود.

ولهذا فإن دحر تنظيم الدولة مهم على المستويين العملي والنفسي، فمن الناحية العملية سينهي السيطرة المادية للجماعة على الأراضي واحتمال تدريب وتخطيط الهجمات، ومن الناحية النفسية سيكون بمثابة هزيمة لأيديولوجية مشوهة.

ويرى الكاتب أن دحر تنظيم الدولة ماديا وأيديولوجيا لا ينبغي تركه للإستراتيجيات العسكرية أو القوات الغربية، لأن طبيعة من سينسب إليه الفضل في هذه الهزيمة مؤثرة، ولكي تكون هذه الهزيمة مستدامة يجب أن يصاحبها بديل معقول للشباب المتململين الذين يتوقون إلى أن يكونوا جزءا من الفريق الفائز.

المطلوب الآن هو شراكة جديدة بين القوى المعتدلة في العالم العربي ونشطاء المجتمع المدني والعلمانيين، والشرط الأول لمثل هذه الشراكة هو احترام حقيقي للآخر وإنهاء هذا التنافس

وأضاف أنه إذا كان الغرب سيلعب دورا في تشكيل المستقبل بعد دحر "الخلافة" فمن الأهمية بمكان ألا ينسب إليه فضل هذه الهزيمة حتى إن كان قد لعب دورا رئيسيا، وأهم من ذلك من ذا الذي سيملأ الفراغ الأيديولوجي بمجرد فقدان تنظيم الدولة سيطرته على الأراضي التي في قبضته؟

وقال قطب إن من المفارقات أن القوة والانتصارات القصيرة المدى لتنظيم الدولة والجماعات التي على شاكلته أدت إلى تحرك علماني متطرف جديد بدأ يتشكل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.

ومثل متظاهري الربيع العربي فإن أولئك الذين يأملون في تحقيق ديمقراطية علمانية فرصتهم ضئيلة لملء الفراغ الذي من المؤكد أن يتطور بمجرد دحر تنظيم الدولة.

وفي رأي الكاتب فإن المطلوب الآن هو شراكة جديدة بين القوى المعتدلة في العالم العربي ونشطاء المجتمع المدني والعلمانيين، والشرط الأول لمثل هذه الشراكة هو احترام حقيقي للآخر وإنهاء هذا التنافس، فالشراكة الناجحة يجب أن تحترم وتبنى على البدائل الوحيدة للتطرف العنيف، ألا وهي تقاسم السلطة والشمولية والتعددية.

ونبه الكاتب إلى أن الخطر الأكبر في الأشهر والسنوات القادمة هو أن الغرب سوف يعيد تركيز اهتمامه بطريقة أنانية، والهجمات العنيفة الأخيرة في أميركا وفرنسا وألمانيا تظهر جليا أن الانعزالية لن تفعل الكثير لمعالجة القضايا التي تتخطى الحدود.

المصدر : غارديان