نيويورك تايمز: من وراء الانقلاب الفاشل بتركيا؟

(FILE) A handout file picture made available on 27 December 2013 by fgulen.com shows Fethullah Gulen, an Islamic opinion leader and founder of the Gulen movement. Turkey's President Recep Tayyip Erdogan allegedly accused Gulen to be behind the attempted coup while making an address to his supporters upon his arrival at Istanbul Ataturk airport in the early hours of 16 July 2016. According to news reports Erdogan denounced the thwarted coup as an 'act of treason' and
فتح الله غولن عند جماعته هو المهدي الذي سينقذ العالم الإسلامي والعالم برمته (الأوروبية)

قال كاتب تركي "إن ثمة ما يجعل الداعية فتح الله غولن المشتبه به الرئيسي" في تدبير الانقلاب الفاشل في تركيا الأسبوع الماضي.

ففي مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكر الكاتب مصطفى أكيول أن الهيكل الهرمي لجماعة غولن تضعه مشتبها به رئيسيا، "فالمؤامرة جاءت في وقت كان من المفترض أن يزمع فيه (الرئيس رجب طيب) أردوغان تطهير القوات المسلحة من المشتبه بأنهم غولنيون". في إشارة إلى أتباع الداعية المقيم في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة.

وأشار الكاتب إلى أن أحد المتورطين في الانقلاب اعترف بأنهم تصرفوا بناء على أوامر من حركة غولن.

ولأن الحركة بُنيت حول رجل واحد هو فتح الله غولن، فإن أتباعه لا ينظرون إليه على أنه "عالم دين" فحسب، بل المنتظر أيضا، فهو عندهم المهدي الذي سينقذ العالم الإسلامي، وفي نهاية المطاف العالم برمته.

المهدي المنتظر
ويمضي أكيول إلى القول إن العديد من أنصار غولن يعتقدون بأن زعيمهم يرى في منامه النبي محمدا صلى الله عليه وسلم، ويتلقى منه الأوامر، مضيفاً أنه إلى جانب أن الرجل "يتمتع بسلطة لا يرقى إليها الشك فإن أحد الملامح الرئيسية لحركته تكمن في تسلسلها الهرمي".

فحركة غولن -والحديث لكاتب المقال- تشبه الهرم في قوامها، فكبار الأئمة يصدرون تعليماتهم لأئمة في المرتبة الثانية، وهم بدورهم يعطون أوامرهم لأئمة المستوى الثالث، وهكذا تنتقل الأوامر إلى أن تصل إلى القواعد الأساسية.

ويتساءل الكاتب: ما الذي تفعله الحركة؟ ويجيب هو نفسه قائلاً إن أبرز أنشطتها الظاهرة تشمل فتح المدارس، وإدارة الجمعيات الخيرية، و"مراكز للحوار" تدعو للمحبة والتسامح والسلام.

الحكومة الأميركية يمكنها أن تتفاوض مع نظيرتها التركية بشأن تسليم غولن شريطة إخضاعه لمحاكمة عادلة، وهو ما من شأنه ضمان العدالة وتحسين العلاقات التركية-الأميركية

ومع إقراره بأنه لا غضاضة في ذلك بطبيعة الحال، فإن أكيول ينقل عن أحد أتباع غولن -الذي "خاب ظنه بالجماعة"- القول "إن ثمة جانباً مظلماً للحركة يعلمه قليل من أعضائها".

فطوال عقود من الزمان ظلت الحركة تتغلغل في مؤسسات الدولة التركية كالشرطة والقضاء والجيش، ويعتقد كثيرون بأن بعض "الغولنيين" يتلقون الأوامر من أئمتهم، ويخفون هوياتهم، ويحاولون الترقي عبر تلك المؤسسات من أجل الاستيلاء على سلطة الدولة.

تحالف ظرفي
ويلفت الكاتب الانتباه إلى أن أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه سبق أن تحالفا مع غولن ضد العلمانيين في تركيا؛ فقد كان أردوغان يرى في كوادر غولن داخل مؤسسات الدولة سنداً له في وجه العلمانيين.

غير أن هذا التحالف لم يصمد طويلا، وما لبث أن انفرط عقده.

ويعود الكاتب لينقل عن صديقه الذي خاب ظنه في الحركة أن غاية الجماعة "عظيمة"، لكن "عندهم كل الوسائل لبلوغها مبررة".

ووصف أكيول في مقاله محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز بأنها "أشد تدميراً من كل ما شهدته تركيا في السنوات الأخيرة".

وخلص المقال إلى أن الحقيقة لن تظهر إلا عبر "محاكمة عادلة" للمتورطين بالانقلاب، قبل أن يستدرك قائلاً إن تركيا "لا تُحسن ذلك" بالنظر إلى سيطرة أردوغان على القضاء وحالة "الاستقطاب المحموم" في البلاد اليوم.

وختم الكاتب بالقول إن الحكومة الأميركية يمكنها أن تتفاوض مع نظيرتها التركية بشأن تسليم غولن شريطة إخضاعه لمحاكمة عادلة، مشيرا إلى أن من شأن ذلك ضمان العدالة وتحسين العلاقات التركية-الأميركية، والمساعدة في تهدئة ما وصفها بحالة "الاندفاع الخطير" في تركيا.

المصدر : نيويورك تايمز