ديلي بيست: دحر تنظيم الدولة سيشعل حربا جديدة

وسط مدينة منبج حيث كان يشهد ازدحاما شديدا للغاية.
الأميركيون يخشون اندلاع مواجهات بين العرب والأكراد في مدينة منبج بعد طرد تنظيم الدولة منها (الجزيرة)

حذّر تقرير إخباري من أن استيلاء قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة منبج سيشعل على الأرجح حرباً جديدة ذات طابع عرقي بين العرب والأكراد في تلك المنطقة.

وقال موقع "ذي ديلي بيست" الإخباري الأميركي في تقرر مطول إن تلك القوات باتت على مشارف مدينة منبج التي تُعد "المعبر الرئيسي" لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب وأسلحته إلى داخل سوريا.

غير أن دخول قوات المعارضة المدعومة أميركيا إلى منبج لن يؤدي إلى شيء سوى إشعال حرب جديدة للسيطرة على المدينة، يخوضها هذه المرة العرب ضد الأكراد، على حد تعبير الموقع.

وذكر التقرير الإخباري أن الحملة العسكرية التي انطلقت الأربعاء لاسترداد المدينة من قبضة تنظم الدولة الإسلامية أظهرت "مشكلة متفاقمة" تتربص بالولايات المتحدة وبرنامجها لتدريب مقاتلين محليين.

وتساءل الموقع: "من الذي سيحكم تلك المدن الآن؟ هل الأكراد الذين قادوا المعارك ضد تنظيم الدولة؟ أم من ظل بعض المسؤولين في البنتاغون يطلقون عليهم في الخفاء اسم القوات "الرمزية العربية" التي دربتها الولايات المتحدة لمرافقة الأكراد؟"

ونقل الموقع عن اثنين من مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اعتقادهم بأن العرب هم من سيتولى زمام الأمور، لكنهما أقرا بأنه سيكون من العسير على خمسة آلاف مقاتل عربي أو نحو ذلك إدارة ثلاث مناطق أو أكثر كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، ثم يُطلب منهم في الوقت ذاته التحرك نحو الرقة، عاصمة التنظيم.

من جهة أخرى، يساور البعض القلق من أن تطهيرا عرقيا سيحدث في منبج إذا سيطر عليها الأكراد؛ مما قد يتسبب في نوع من حرمان السنة من حقوقهم، وهو ما أدى إلى بروز تنظيم الدولة الإسلامية.

ولعل سقوط منبج في أيدي الأكراد من شأنه أن يمنحهم مناطق ممتدة ومتصلة مع بعضها في شمال سوريا، وهو ما قد يثير غضب تركيا حليفة الولايات المتحدة التي ترفض قيام منطقة تحت إدارة الأكراد على حدودها.

يقول ديفد غارتنشتاين روس، الباحث بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية ومقرها واشنطن، "صحيح أن تنظيم الدولة يفقد مزيدا من الأراضي، لكن على الولايات المتحدة التحقق من أن ما سينجم بعد ذلك ليس خرابا ماحقا يتيح لهذا التنظيم الوحشي أو نظير له العودة مرة أخرى".

إن السقوط المحتمل لمدينة منبج بمساعدة الأكراد، إلى جانب المناطق المحيطة بالرقة، يوحي بأن أميركا على استعداد للمخاطرة بإثارة توترات جديدة محتملة "لتحرير المدينة الشمالية من قبضة تنظيم الدولة".

المصدر : مواقع إلكترونية