تغطية الانتخابات.. عندما اهتزت ثقة الأميركيين بإعلامهم

Republican U.S. presidential nominee Donald Trump and Democratic U.S. presidential nominee Hillary Clinton finish their third and final 2016 presidential campaign debate at UNLV in Las Vegas, Nevada, U.S., October 19, 2016. REUTERS/Mike Blake TPX IMAGES OF THE DAY
دونالد ترمب وهيلاري كلينتون أثناء المناظرة التلفزيونية الثالثة والأخيرة في لاس فيغاس بولاية نيفادا (رويترز)

أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى ما رافق حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية للمرشحين الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية هيلاري كلينتون من تغطيات إعلامية، وقالت إن الإعلام الأميركي -بتغطيته هذه- خسر ثقة الجماهير.

وأضافت -من خلال مقال للكاتبة كاثلين باركر- أن وسائل الإعلام الأميركية تعتبر الخاسر الأكبر في تغطيتها لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة لعام 2016، وسط الخشية من أن يتسبب فقدان الجماهير الثقة بوسائل الإعلام الأميركية في إلحاق المزيد من الضرر بالأمة بشكل أكبر مما قد يلحقه بها العدو الخارجي.

وأشارت إلى أن معهد بيو للأبحاث كشف عن أن 18% فقط من الأميركيين يثقون بالأخبار الوطنية، وأن 22% فقط يعربون عن ثقتهم بالأخبار المحلية.

وقالت إن هذا يعني أن نحو ثلاثة أرباع الأميركيين يعتقدون أن المؤسسات الإعلامية في بلادهم متحيزة، وإن أكثر هؤلاء هم من الجمهوريين بطبيعة الحال، وذلك في ظل التغطية الإعلامية التي رافقت الحملة الانتخابية الرئاسية.

دونالد ترمب واجه احتجاجات وطريقا وعرة أثناء الحملة الانتخابية (رويترز)
دونالد ترمب واجه احتجاجات وطريقا وعرة أثناء الحملة الانتخابية (رويترز)

طريق وعرة
وأشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن وسائل الإعلام الأميركية جانبت طريق الصواب وحادت عن الغرض الذي نشأت من أجله مهنة الصحافة، وذلك من خلال جعلها المرشح الجمهوري دونالد ترمب يسلك طريقا وعرة عبر تغطياتها.

وقالت إن فقدان الثقة بوسائل الإعلام لا يعد أمرا سهلا، وتساءلت بشأن ما قد يحدث للديمقراطية في حال عدم حصول الجماهير على المعلومة أو عند حصولهم عليها مغلوطة أو مضللة، كيف لهم أن يتخذوا القرار الصائب؟

واستدركت بالقول إن البعض يشكو من أن وسائل الإعلام الأميركية غطت حملة ترمب بشكل سلبي أكثر من تغطيتها لكلينتون، ولكن ترمب كان سلبيا بطبيعته، وقد عرض أشياء فظيعة، لكن وسائل الإعلام كشفت كل العيوب والإخفاقات المتعلقة بكلينتون على مدار أكثر من عشرين عاما.

وأضافت أن ترمب كان ينتقد وسائل الإعلام من أجل إثارة غضب الجماهير، وبالتالي فإنه تمكن من شد الانتباه، وأشارت إلى أنه كان يعرف أن تقريع وسائل الإعلام له كان أمرا محبوبا في صفوف قاعدته الانتخابية، وأنه بالتالي حقق لأنصاره ما أرادوا.

وقالت إن مما زاد في فقدان الجماهير ثقتهم بوسائل الإعلام الأميركية، هو تقديمها معلومات غير واضحة أثناء تغطيتها الانتخابات، في اللحظة التي كان الناس فيها يعتبرون هذه الوسائل الإعلامية مصدر ثقة.

وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أيضا قدمت مواد غير دقيقة بشأن انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، ولكن لحسن الحظ فإن قلة من الأميركيين يعتمدون هذه الوسائل كمصادر إخبارية.

وأضافت أنه يصعب أحيانا معرفة الصحيح من الخطأ أو الحقيقة من الدعاية، ودعت إلى ضرورة الحذر في اختيار مصادر الأخبار.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست