توتر مستمر في مناطق أكراد تركيا

A left-wing protester hurls a petrol bomb at a Turkish police water canon during minor clashes between police and people protesting Turkey's operations against Kurdish militants in Istanbul, Wednesday, Aug. 19, 2015. There has been a sharp escalation of violence between Turkey's security forces and the Kurdistan Workers' Party, or PKK, along with the collapse of a two-year peace process with the rebels. Dozens of people, mostly Turkish soldiers, have died since July in the renewed violence. (AP Photo/Cagdas Erdogan) TURKEY OUT
الأكراد يخوضون حرب شوارع ضد القوات الحكومية التركية أوقعت قرابة أربعمئة قتيل حتى الآن (أسوشيتد برس)

قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن الغضب يسيطر على أوساط الأكراد الأتراك بعد مقتل 340 ناشطا كرديا منذ بدء الحملة الحكومية على معاقل حزب العمال الكردستاني المحظور.

وتشهد مناطق الأكراد في جنوبي تركيا ما يشبه حرب شوارع بين الناشطين الأكراد المؤيدين لحزب العمال الذي شن حربا ضد الدولة التركية لثلاثة عقود راح ضحيتها قرابة أربعين ألف قتيل وتعتبره كل من أنقرة وواشنطن مجموعة إرهابية.

من جهة أخرى، قتل في المواجهات حوالي ستين عنصرا من الأمن التركي على يد الأكراد الذين ينزلون إلى الشارع ويواجهون القوات التركية كلما دكت القوات الجوية معاقل المجموعات الكردية المسلحة التابعة لحزب العمال في جبال الجنوب التركي.

وعادة ما يرد الأكراد المؤيدون لحزب العمال على الغارات بزرع عبوات ناسفة على جوانب الطرقات ونصب كمائن تستهدف قوات الأمن والجيش التركي.

‪ستون عسكريا تركيا سقطوا قتلى خلال أربعة أشهر من المواجهات مع الأكراد‬ (غيتي)
‪ستون عسكريا تركيا سقطوا قتلى خلال أربعة أشهر من المواجهات مع الأكراد‬ (غيتي)

وكانت الحكومة التركية قد بدأت محادثات سلام مع الأكراد قبل ثلاث سنين، إلا أن تفجر المواجهات الأخيرة نسفها من أساسها، وتختلف التفسيرات لتدهور الوضع بين الحكومة والأكراد في تركيا، فبينما يرى البعض أن الأكراد أصبحوا يطمحون لدولة مستقلة وليس لحكم ذاتي داخل الدولة التركية، يذهب البعض إلى تفسير الحملة العسكرية التركية على أنها ذات دوافع سياسية ولأغراض انتخابية.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من وجود نوع من التململ بين صفوف قسم من الأكراد الذين يعتبرون حزب العمال سببا في جلب غضب الحكومة التركية لمناطقهم، فإن أي قتيل من الأكراد تقام له مراسم الأبطال ويعتبر من وجهة نظر جميع الأكراد تقريبا أنه ضحى بنفسه لأجل القضية الكردية.

وقد تسببت الحملة العسكرية التركية على معاقل حزب العمال بنزوح سكان بعض القرى الكردية خاصة قرب الحدود مع العراق، ويعسكر النازحون في العراء ويرفضون العودة إلى مناولهم إلا بعد أن يتأكدوا من زوال الخطر.

وترى الصحيفة أن الشرارة التي ولّدت التوتر كانت رفض الحكومة التركية العام الماضي دعم المجموعات الكردية الذين كانت تقاتل لاسترداد مدينة عين العرب (كوباني) السورية من تنظيم الدولة الإسلامية.

وبعد أن تمكن المقاتلون الأكراد من فك حصار المدينة بمساعدة أميركية صبوا جام غضبهم على أنقرة التي اعتبروها مقصرة بحق الأكراد.  

وتنقل الصحيفة عن عدد من المشيعين -الذين كانوا في جنازة كردي قتل في المواجهات مع الأمن التركي- اتهامهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بافتعال أزمة واعتبروه مسؤولا عن مقتل الأكراد في المواجهات مع الأمن.

المصدر : لوس أنجلوس تايمز