العلويون سند نظام الأسد.. ولكن

مدني علوي يحمل سلاحا
العلويون يلتحقون بالمليشيات الشيعية حيث الرواتب التي تفوق رواتب الجيش بضعفين (الجزيرة)

قال مراسل صحيفة وول ستريت السابق في سوريا سام داغر إن العلويين السوريين الذين يعتبرون الداعم التقليدي للنظام السوري يخشون أنهم وصلوا لنقطة اللاعودة في ما يخص تصالحهم مع المجتمع السوري.

ويضيف داغر أنه قبل أن يؤمر بالرحيل من سوريا -لأسباب لم يوضحها له النظام- زار المناطق العلوية في جبال وسواحل غرب سوريا، ولمس لدى العلويين خوفا حقيقيا من أعمال انتقامية إذا زال نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي إليهم والذي دعموه طوال سنوات حكمه.

ويقول المراسل إنه لمس لدى قسم من العلويين حنقا على الطريقة التي أقحمهم بها نظام الأسد لدعمه، ويقولون إن ذلك أوصلهم إلى طريق باتجاه واحد لا خيار لهم فيه سوى القتال حتى النهاية.

ونتيجة لذلك يعتقد قسم من العلويين أن التعايش مرة أخرى مع الأغلبية السنية الساحقة في سوريا أصبح غير ممكن بعد أن ربط النظام مصيرهم بمصيره واستعان بإيران و"مليشيا" حزب الله الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.

ولا يرى العلويون مخرجا للوضع الذي آلوا إليه سوى تقسيم سوريا واستقلالهم في جيب خاص بهم في المناطق التي يعيشون فيها تقليديا بغرب البلاد.

ويقول المراسل إن عشرات الآلاف من الشباب العلويين قد التحقوا بمليشيات شيعية تقاتل مع النظام السوري وغالبا يشرف عليها حزب الله، إلا أنه يلفت النظر إلى أن الدافع وراء ذلك مادي في الأغلب، حيث يتقاضى أفراد المليشيات رواتب تفوق رواتب الجيش بأكثر من الضعفين.

وتعاني النساء العلويات من وضع صعب لا يختلف عن باقي النساء السوريات، فالرجال الذين ذهبوا للقتال بالآلاف وتركوا خلفهم نساءهم وأطفالهم.

ويقول المراسل داغر "تقريبا كل سيدة تحدثت معها كانت تبكي زوجا قتل أو فقد، الكثير منهن يشعرن بأن النظام لا يكترث بهن". وينقل عن سيدة علوية اسمها أم علي (39 عاما) قولها "لا أحد يهتم إن كان زوجي حيا أم ميتا".

أما النساء العلويات اللاتي تزوجن من سوريين سنة فقد وقعن بين فكي الرحى، حيث فقدن دعم النظام من جهة وتعاطف جماعات المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

وينقل المراسل مثالا على أولئك النسوة بقصة سيدة اسمها ربى فاضل (33 عاما) وهي علوية تزوجت من ضابط سوري سني من منطقة الحولة التي شهدت في مايو/أيار 2012 مذبحة راح ضحيتها أكثر من مئة شخص.

اختفى زوج ربى وهو في طريقه لزيارة زوجته بقريتها العلوية مصايف، واتصل بها أبناء عم زوجها الثوار وقالوا لها إنهم قتلوه لأنه جاسوس للنظام، وعندما ذهبت إلى الجيش نهرها المسؤولون واتهموا زوجها بأنه التحق بأبناء عمه الثوار، وقد حرمها النظام من المعاش.

المصدر : وول ستريت جورنال