شرطة مجتمعية لمكافحة التحرش على الإنترنت

تصميم يعكس نتائج مسح أجراه مركز بو للأبحاث في الولايات المتحدة في أكتوبر 2014 ووجد أن 40% من مستخدمي الانترنت قد تعرضوا لشكل من اشكال التحرش

قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الوقت قد حان ليساند الناس بعضهم بعضا لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي والعنف اللفظي والمضايقات بأشكالها على الإنترنت.

واستشهدت الصحيفة باستخدام بعض الجامعات برامج حاسوبية تؤدي ذلك الغرض، حيث تم تدريب الطلاب على برامج تنبه المستخدم لوجود تحرش أو تعرض شخص ما لعمل غير أخلاقي على الإنترنت.

وكان مركز بو للأبحاث في الولايات المتحدة قد أجرى مسحا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن التحرش على الإنترنت، ووجد أن 40% من مستخدمي الشبكة العنكبوتية قد تعرضوا بشكل أو بآخر لمواقف غير أخلاقية خلال استخدامها.

وفي تفاصيل المسح بين المركز أن 18% من الذين تعرضوا للتحرش واجهوا أشكالا عنيفة ومباشرة من التحرش والعنف اللفظي، بينما تعرض الباقون لأشكال أخف من المضايقات.

ورغم نبل القضية ظاهريا فإن الصحيفة أشارت إلى وجود انتقادات لهذا التوجه، حيث ليس كل شخص يتعرض للتحرش يحبذ أن يتدخل طرف ثالث، خاصة أن هذا التدخل قد يزيد الطين بلة ويدفع المتحرش إلى شن حرب إرادات يثبت فيها تسيده للموقف.

من جهة أخرى، أثبت باحثون في جامعة ولاية أوهايو الأميركية أن الأغلبية الساحقة من المستخدمين لا يرغبون في مواجهة متحرش ما كلاميا وبطريقة مباشرة، ويفضلون أن يقتصر دورهم على الإبلاغ عن وجود تحرش لجهة مختصة.

وتقول الصحيفة إن ذلك سوف يترجم عمليا في تطبيق يدعى "هارت موب" والذي سيمنح المستخدمين عدة طرق للإبلاغ عن التجاوزات والتحرشات على الإنترنت، ويمكن للمستخدم أن يختار الطريقة التي تريحه للقيام بواجبه تجاه المجتمع.

ومن الخيارات التي يمنحها هذا التطبيق هو توثيق التحرش والإبلاغ عنه بدون الاضطرار لمواجهة المتحرش كلاميا، وإعطاء الضحية خيار الاستعانة بشخص ما لمواجهة المتحرش إما عن طريق الإبلاغ عن الحادث نيابة عنه أو بنشر الحادث على الإنترنت وتوليد حملة دعم عامة تعين الضحية في التغلب على المتحرش.

كما يحتوي البرنامج على مواد تثقيفية للجمهور تعطي معلومات مفصلة عن كيفية مواجهة المتحرشين، وأكثر من ذلك هناك دروس حول نقل المعركة إلى ساحة المتحرش نفسه أي أن يتم التحرش بالمتحرش ليعلم ويحس بالأذى الذي يسببه لغيره.

يذكر أن المدير التنفيذي لموقع تويتر للتواصل الاجتماعي ديك كوستيللو اعترف الشهر الماضي بأن شركته لم تفعل ما فيه الكفاية لوقف التحرش والمضايقات، ولكن الشركة تطور نظاما جديدا لتوسيع قاعدة الكلمات والعبارات التي يمنع استخدامها في التغريدات على تويتر، وأن النظام في مرحلة الفحص.

المصدر : نيويورك تايمز