جنرال بريطاني: إعادة بناء الجيش العراقي تحتاج إلى جيل

Iraqi government forces keep position in the Jurf al-Sakher area, some 50 kilometres south of Baghdad, to protect the area from further Islamic State (IS) group advancement, on May 24, 2015. Iraqi forces retook territory from IS group east of Ramadi on May 23, 2015, in their first counterattack since the jihadists' capture of the Anbar provincial capital a week earlier. AFP PHOTO / HAIDAR HAMDANI
قوات عراقية تتمركز في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد لحماية المنطقة من تقدم آخر لتنظيم الدولة (غيتي)

تناولت صحف بريطانية ردود الفعل المتباينة بشأن سقوط مدينة الرمادي العراقية في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية والانتقادات التي وجهها مسؤولون عسكريون غربيون للجيش العراقي في مواجهة التنظيم والتفوق الواضح للتنظيم في تخطيطه.

فقد أشارت صحيفة ديلي تلغراف إلى تبادل الاتهامات بين التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بأن الافتقار إلى إرادة القتال هو الذي أدى إلى سقوط الرمادي الأسبوع الماضي وما تلا ذلك من ردود فعل عراقية وإيرانية غاضبة من تلك التصريحات التي أطلقها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر.

بإمكان تنظيم الدولة أن يقتل الناس ويجتذب شبابا خطيرين من أنحاء العالم ويكتفي ذاتيا لبعض الوقت لكنه في النهاية سيدمر الأساس الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات التي يحاول الهيمنة عليها

وذكرت الصحيفة أن الأمر لم يقف عند هذا الحد حيث ردد القائد البريطاني السابق تيم كروس تصريحات كارتر قائلا إن إعادة بناء الجيش العراقي يمكن أن تستغرق جيلا كاملا وإن إرسال المزيد من القوات الدولية لمساعدته في قتال قوات التنظيم لن يحل مشكلة "قوة الإرادة" لديه.

وقال كروس -الذي كان أكبر ضابط بريطاني في التخطيط لغزو العراق عام 2003- إن الجيش العراق ابتلي بقيادة ضعيفة وعدم التماسك.

وتعقيبا على ما وصفته بانتصارات تنظيم الدولة المرعبة في مدينتي الرمادي العراقية وبالميرا السورية مؤخرا كتبت صحيفة غارديان في افتتاحيتها أن سقوط هاتين المدينتين أظهر بوضوح عيوب الجيشين العراقي والسوري وتفوق التنظيم في أسلوب الحرب الذي يجمع بين البراعة في مهارات المشاة الخفيفة والشجاعة وسهولة الحركة والتضحية في الهجوم.

وترى الصحيفة أن هذا التفوق للتنظيم يعززه إعداد سياسي حاذق ونظام تمويل فعال وأن نجاحه يستند إلى حقيقة أن كلا من العراق وسوريا مجتمعان منقسمان جدا، ليس فقط بين سنة وشيعة وما تفرزه عواقب الحرب الأهلية ولكن، بطريقة محلية للغاية، بين القبائل والمدن والطبقات الاجتماعية التي غالبا ما تجد صعوبة في التجمع حتى في الشدائد.

ومع ذلك -أردفت الصحيفة- أن بإمكان التنظيم أن يقتل الناس ويجتذب شبابا خطيرين من أنحاء العالم ويكتفي ذاتيا لبعض الوقت لكنه في النهاية سيدمر الأساس الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات التي يحاول الهيمنة عليها، وبالرغم من اسمه "تنظيم الدولة" لكنه لا يستطيع إقامة دولة وأن الموقف سيتغير عاجلا أو آجلا.

وفي السياق كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أيضا أن أداء تنظيم الدولة الأخير في ساحة المعركة يكشف عن تطور تكتيكي فشل العراقيون والتحالف الذي تقوده أميركا حتى الآن في مجابهته، وقالت إن تدبر كيفية سقوط الرمادي يشير إلى أن قادة التنظيم نفذوا خطة قتال معقدة فاقت حيلة ودهاء القوات العراقية وقوات العمليات الخاصة التي كانت تقاتل منذ أشهر دفاعا عن المدينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التفوق لتنظيم الدولة تجسد في تفادي قياداته المراقبة والضربات الجوية لجلب التعزيزات لخطوطه الأمامية في غربي العراق وقد أظهر درجة عالية من الأمن العملياتي من خلال إسكات وسائل إعلامه الاجتماعية وفرق الدعاية أثناء التوغل في الرمادي.

المصدر : الصحافة البريطانية