مقال بالإندبندنت يروي جانبا من معاناة ضحايا زلزال نيبال

نيبال تشهد أسوأ زلزال منذ 1934
سكان في كتماندو فضلوا البقاء في العراء خوفا من انهيار ما تبقى من منازلهم فوق رؤوسهم (الجزيرة)

عصابات اللصوص تجوب مخيمات الذين شردهم زلزال نيبال، ينهبون ما فيها حتى إن ما تبقى من منطقة ميدان دوربار التاريخية تعرض للنهب والسلب، ورائحة الجثث المحترقة تملأ الجو، ولا يزال السكان يصارعون من أجل البقاء. هكذا تروي بيدوشي زونيجل -الناشطة النيبالية والباحثة في حقوق الإنسان- جانبا من المعاناة التي يلاقيها ضحايا الزلزال الذي ضرب العاصمة كتماندو قبل ثلاثة أيام، ولا تزال توابعه ترجف الأرض تحت أقدامهم ليل نهار.

هذه المحنة وحّدت الجيران والأحياء مع بعضها البعض، ورغم الخوف تطوع كثيرون لتقديم المساعدة بأي طريقة يستطيعون، وكل واحد قدم ما استطاع من طعام وأغطية لمن لا يملك

وتصف زونيجل في تقريرها للإندبندنت حالة الرعب التي ترتسم على وجوه الناس في كل حركاتهم وسكناتهم عند الذهاب لقضاء الحاجة ودخول بيوتهم والتنقل في الأماكن المفتوحة في كل أنحاء المدينة بحثا عن مأوى بعد أن تحولت دورهم إلى أطلال معرضة لحدوث هزة أخرى كبيرة.

وتقول الكاتبة إن المباني العتيقة من الطين والحجارة كانت أولى الخسائر للزلزال، كما لم تسلم المنازل العديدة خرسانية الدعائم، المنتشرة عشوائيا في جميع أنحاء المدينة، وكان الضرر الذي لحق بها كبيرا في كثير من الحالات بين أسقف منهارة وشقوق وتصدعات في الجدران، وهو ما جعل الناس يفرون منها لأنها باتت غير آمنة.

وتضيف أن هذه المحنة وحّدت الجيران والأحياء مع بعضها البعض، ورغم الخوف تطوع كثيرون لتقديم المساعدة بأي طريقة يستطيعون، وكل واحد يقدم ما استطاع من طعام وأغطية لمن لا يملك.

وفي الليل، ينام الناس في صفوف، وعندما تأتي هزة يتقاربون ويغنون للأطفال المذعورين، ويسارعون لمساعدة المسنين. وفي الظهيرة، يلعبون الورق في الخيام، ويشربون الشاي، ويتسامرون بالمزاح عن هذا الكابوس الذي يخشون أنه لن ينزاح.

وختمت كاتبة المقال بأنه رغم هذه المأساة، فلا تزال الروح المعنوية عالية، وهذه المحنة قد تكون في طيها منحة وتنبيه لكل الشعب النيبالي لوضع قوانين للبناء والحياة المستدامة.

المصدر : إندبندنت