أوباما.. ضبط نفس أم تخل عن العدوانية؟

An image made available on 18 December 2011 shows US soldiers from the 3rd Brigade, 1st Cavalry Division, wait to start an internal patrol at Camp Adder, now known as Imam Ali Base, near Nasiriyah, Iraq on 16 December 2011 Around 500 troops from the 3rd Brigade, 1st Cavalry Division ended their presence on Camp Adder, the last remaining American base, and departed in the final American military convoy out of Iraq, arriving into Kuwait in the early morning hours of 18 December 2011. All U.S. troops were scheduled to have departed Iraq by 31 December 2011. At least 4,485 U.S. military personnel died in service in Iraq. According to the Iraq Body Count, more than 100,000 Iraqi civilians have died from war-related violence. EPA/MARIO TAMA / POOL
جنود أميركيون ينتظرون للقيام بأعمال الدورية في قاعدة عسكرية قرب الناصرية بالعراق أواخر 2001 (الأوروبية)

نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية مقالا للكاتبين ستيفن سايمون وجوناثان ستيفنسون بشأن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بغزو العراق والحروب الخارجية، وتساءلا: لماذا هناك أسباب منطقية للانسحاب الأميركي من الشرق الأوسط؟

وأشار الكاتبان إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد تراجعت بشكل واضح عن سياسة التدخل الأميركي بالشرق الأوسط، وذلك على الرغم من صعود تنظيم الدولة الإسلامية، واستمرار الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد هذا التنظيم.

وأضاف الكاتبان أن النقاد يعلقون على التحول في سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، وعلى عدم رغبة أميركا في الانخراط بعمليات قتالية كبيرة في المنطقة، وعلى تضاؤل الدور الأميركي على المسرح العالمي في عهد الرئيس أوباما.

ولكن الكاتبين يريان أن التدخل الأميركي في الشرق الأوسط في ما بعد هجمات سبتمبر 2001 -خاصة ما تعلق بغزو العراق- هو الذي كان تدخلا شاذا، وأنه شكل تصورات خاطئة على المستويين الداخلي والخارجي.

تصحيح
وأوضحا أن عدم رغبة الرئيس أوباما باستخدام القوات البرية بالعراق أو سوريا لا تشكل انسحابا بقدر ما هو تصحيح، في ظل محاولة الإدارة الأميركية لاستعادة حالة الاستقرار التي سبق أن استمرت لعقود بفضل سياسة ضبط النفس الأميركية وليس بسبب العدوانية الأميركية.

وأضاف الكاتبان أن بعض المراقبين الواقعيين يزعمون أن سياسة التوسع الأميركي أصبحت باهظة التكاليف في ظل عدم حالة "عدم التأكد" الاقتصادي، والتخفيضات في الميزانية العسكرية.

وقالا إنه بناء على هذا فإنه يمكن القول إن الولايات المتحدة -مثل بريطانيا التي سبقتها- تعد ضحية لتوسعها الإمبراطوري المفرط.

وأضافا أن مراقبين آخرين يرون أن المبادرات السياسية الأميركية في الشرق الأوسط -خاصة ما تعلق بالمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني- قد أبعدت الولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة + فورين أفيرز