فايننشال تايمز: صحيفة شارلي إيبدو غبية ومستفزة

People participate in a vigil to pay tribute to the victims of a shooting, by gunmen at the offices of weekly satirical magazine Charlie Hebdo in Paris, in front of City Hall in downtown Montreal, January 7, 2015. Hooded gunmen stormed the Paris offices of the weekly satirical magazine known for lampooning Islam and other religions, shooting dead at least 12 people, including two police officers, in the worst militant attack on French soil in decades. Placard reads "I am Charlie". REUTERS/Christinne Muschi (CANADA - Tags: CIVIL UNREST CRIME LAW)
حشد من الجمهور أمام مقر صحيفة شارلي إيبدو في باريس يبدون تعاطفهم مع ضحايا الهجوم الدموي (رويترز)
رغم أن الصحف الصادرة اليوم الخميس في أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى غصت بآلاف المقالات والتقارير والصور عن الهجوم الدموي على مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، فإن مقالا واحدا برز بينها بدا أن صاحبه يسبح ضد التيار الكاسح في الغرب لما احتواه من أفكار.
المقال للكاتب توني باربر والصحيفة التي نشرته هي فايننشال تايمز البريطانية المعروفة برصانتها والتزامها الصارم بالمهنية.

فقد وصف باربر الصحف التي تنشر الصور المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مثل شارلي إيبدو وصحيفة إيلاند بوستن الدانماركية بأنها "غبية".

وكتب "حسبنا القول إن بعضا من المنطق السليم سيكون مجديا لصحف مثل شارلي إيبدو وإيلاند بوستن الدانماركية التي ينم محتواها عن توجيه ضربة للحرية عندما تستفز المسلمين، لكنها في حقيقة الأمر غبية تماما".

غير أن اللافت أن صحيفة فايننشال تايمز سحبت ثلاث فقرات من المقال من بينها هذا الوصف.

ويرى الكاتب أن للصحيفة الفرنسية سجلا حافلا بالسخرية وإغضاب المسلمين واستثارتهم، "فقبل عامين نشرت كتابا من 65 صفحة يحوي رسوما كاريكاتيرية ساخرة عن حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

ومضى باربر إلى القول إنه يتفهم "المشاعر الجياشة" التي طغت على الناس في فرنسا، مشيرا إلى أن هجوم الأربعاء الدموي ستكون له تداعياته على الحياة السياسية وسيصب على وجه الخصوص في مصلحة مارين لو بان وحزبها اليميني المتطرف الجبهة الوطنية.

أحد جرحى هجوم الأربعاء ينقل من موقع الهجوم (الفرنسية)
أحد جرحى هجوم الأربعاء ينقل من موقع الهجوم (الفرنسية)

وقد رأت صحف ومواقع إلكترونية عديدة في هذا المقال مادة خصبة للتداول فنشرت مقتطفات منه وعلّق عليه بعضها.

ليست الأولى
وها هي صحيفة "هافينغتون بوست" الأميركية -وهي موقع إلكتروني لتجميع الأخبار- كتبت أن مقال باربر استقطب ما يزيد على 500 تعليق في صحيفة فايننشال تايمز، أغلبها ناقدة.

فقد كتب أحد المعلقين قائلا "إن هذا المقال مفزع في افتقاره للحساسية تجاه من قُتل وجُرح في هجوم اليوم المروع وغير المبرر على الإطلاق".

ووصف آخر المقال بأنه "عديم الذوق لدرجة لا توصف"، عازيا ذلك إلى ما احتواه من أفكار وبسبب إقدام فايننشال تايمز على نشره "في وقت كان فيه الناس ينزفون في المستشفى، وبينما كانت الجثث تُنقل في أكياس عبر باريس".

وذكرت الصحيفة الأميركية أن متحدثا باسم فايننشال تايمز أكد لها أن باربر كتب المقال بصفته كاتب عمود لكنه لا يمثل الصحيفة البريطانية.

من جانبها قالت صحيفة نيوز باستر -وهي الإصدار الإلكتروني لمركز البحوث الإعلامية الأميركي إم آر سي- إنها ليست المرة الأولى التي تنتقد فيها وسيلة إعلامية ليبرالية (في إشارة إلى فايننشال تايمز) شارلي إيبدو لاستثارتها المسلمين.

واستطردت قائلة إنه بعد حادث انفجار قنبلة عام 2011 الذي أوقع أضرارا في مقر شارلي إيبدو الرئيسي، شن الكاتب بروس كراملي في مقال بمجلة تايم الأميركية هجوما لاذعا على الصحيفة الفرنسية واصفا إياها بأنها مطبوعة "صبيانية" نظرًا "لمسلكها الغريب الكاره للإسلام".

المصدر : فايننشال تايمز + مواقع إلكترونية