دعوة لواشنطن لمقاومة نفوذ روسيا في أوكرانيا

Armed men, believed to be Russian soldiers, stand guard at the A3009 military base in the Crimean port city of Sevastopol March 8, 2014. REUTERS/Thomas Peter (UKRAINE - Tags: POLITICS MILITARY)
نشر روسيا قواتها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية زاد من تعقيد الأزمة (رويترز)
undefined

أولت صحف أميركية اهتماما بالأزمة الأوكرانية المتفاقمة، وتساءلت إحداها عن ما إذا كانت واشنطن ستلتفت لدعوة الاستيقاظ التي تفرضها الأزمة؟ ودعت أخرى الولايات المتحدة إلى مقاومة النفوذ الروسي في أوروبا من خلال  تصدير الغاز الطبيعي الأميركي إليها.

فقد تساءلت صحيفة واشنطن بوست -في مقال لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس- إذا ما كانت الولايات المتحدة ستلتفت لدعوة الاستيقاظ التي تفرضها الأزمة الأوكرانية؟ وقالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالما تصرف على أساس أن أوكرانيا جزء لا يتجزأ من بلاده روسيا.

ونسبت الصحيفة إلى رايس قولها إنها كانت تقف مع بوتين في قصره بموسكو عندما خرج الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش من غرفة خلفية، وأن الرئيس الروسي أراد أن يثبت لوزيرة الخارجية أن يانوكوفيتش يعتبر رجل روسيا.

وأضافت الصحيفة أن غزو بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية واحتمال ضمها لبلاده بدعوى حماية بعض سكانها الناطقين بالروسية هي بمثابة الرسالة الاستفزازية الواضحة التي يوجهها بوتين للغرب وللولايات المتحدة وللرئيس الأميركي باراك أوباما.

كونداليزا رايس دعت إلى الاهتمام الفوري بأي تحركات روسية جديدة في أوكرانيا، وإلى عدم التسامح مع أي خطوة روسية تمس السلامة الحدود الإقليمية لأوكرانيا، داعية إلى ضرورة اتخاذ خطوات رادعة ضد موسكو

خطوات رادعة
كما دعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى استعادة دورها الريادي ومكانتها في المجتمع الدولي، والتي تآكلت بفعل مد واشنطن أيادي الصداقة إلى أعداء الأمة الأميركية، وأحيانا على حساب أصدقاء أميركا وحلفائها.

وأوضحت الصحيفة بالقول إن عدم تدخل الولايات المتحدة في الأزمة السورية أسهم في إطلاق يد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وإن تلهف واشنطن على عقد صفقة نووي مع طهران لا يمكن فصله عن الإجراءات الأخيرة التي اتخذها بوتين في أوكرانيا.

كما دعت الصحيفة أيضا في افتتاحيتها الولايات المتحدة وحلفاءها إلى ضرورة مقاومة مناورات بوتين في أوكرانيا، وقالت إن استجابة الغرب لم تزد عن كونها إجراءات دبلوماسية خجولة من أجل إجبار روسيا على القبول بالمفاوضات وإيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية.

من جانبها دعت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها الولايات المتحدة إلى استخدام الغاز الطبيعي الأميركي كسلاح فعال ضد النفوذ الروسي في أوروبا، وذلك بتصديره إلى دول القارة التي تعتمد على مصادر الطاقة الروسية.

فرض عقوبات
يُشار إلى أن أوروبا تهدد بفرض عقوبات على روسيا، فقد جددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تأكيدها عزم الاتحاد الأوروبي فرضَ عقوبات على روسيا إذا هاجمت أوكرانيا، في حين أكدت موسكو رغبتها في التوصل إلى تفاهم مع الدول الغربية بشأن الأزمة في أكرانيا التي تشهد مظاهرات مؤيدة لروسيا وأخرى تدافع عن وحدة الأراضي الأوكرانية.

وقالت ميركل عقب محادثاتها مع رئيس الوزراء الإيرلندي إيندا كيني في دبلن، إنه سيتم تشكيل هيئة دبلوماسية ومجموعة اتصال بين روسيا وأوكرانيا لبحث الوضع بين البلدين بمشاركة هيئات دولية.

وكانت المستشارة الألمانية قد اتفقت مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة على ضرورة سحب روسيا قواتها من شبه جزيرة القرم.

وقال البيت الأبيض -في بيان- إن ميركل وأوباما اتفقا أيضا على ضرورة السماح بنشر مراقبين دوليين ومراقبين لحقوق الإنسان في شبه جزيرة القرم، كما اتفقا على إجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية في مايو/أيار القادم.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية